|
خيالاً ترى أمْ مدّ طرْفكَ كاذبُ |
وهلْ منْ لحاظٍ لوْ خدعْنكَ عاتبُ ؟ |
فعيْن الذي تحْكي النواظرُ شاهد |
وكنْه الذي توحي المشاهدُ غائبُ |
وفي إثْر ما ساقتْ عيونكَ قصّةٌ |
بنىَ نسْجها جرْحٌ بعمْقك ضاربُ |
وبيْن رؤى رسْمٍ ووجْهة ناظرٍ |
معانٍ وأقْلامٌ تخطّ وكاتبُ |
تسائل رسْما شدّ قلْبك سرّه |
فتأْبى جوابا قدْ أردْت عواقب |
فأذْكتْ رحى الأشْعار فيك حميّةً |
تتوق لهمْسٍ منْ صداها مشاربُ |
ونادى وميضُ الشّعر في القلب حينها |
دفينَ أحاسيسٍ وقلبك هاربُ |
إذا ما تنادتْ بالحياة وعسْكرتْ |
على بسْمة الأحْياء قهْرا مصائبُ |
ستبْكي بُعيْد الفقْد نفْسك فلْذها |
وتهْجوك رغْم الأنْف حينًا مثالبُ |
فما بال أكْبادٍ تغادر فجْأة |
وتفْضي إلى حتْفٍ خطاها نوائبُ |
وما ذنْب طفْلٍ قدْ تخيّر لعْبة |
وما ضيْر حبْلٍ إذْ تهوّر لاعبُ |
أتصْبح في أوْج السّعادة غبْطةً |
وتمْسي بأحْضان اللّحود شبائب |
على موْت أكْبادٍ بمعْزل غفْلة |
ينوح فؤادٌ في التحسّر ناصبُ |
فكمْ بسْمة تلْهو وتشْدو يفاعةً |
على فرْط إهْمالٍ بكتْها نوادبُ |
وما لي على جرْمٍ تقاسم حمْله |
عنادٌ وتفْريطٌ لديك مصاحبُ |
فهذا غراس الأمْس أنْت زرعْته |
أينْمو و سلْطان الرعاية غائبُ ؟ |
بأحْضان أرْماسٍ توطّن راقدًا |
وغابتْ عن الأذْهان منْه مناقبُ |
بقبْضة أحْزانٍ تعيش ووحْشةٍ |
كئيبًا, تنامتْ في رؤاك المتاعبُ |
أتكْفي مصابًا يا حروفيَّ دمْعةٌ |
قتيلٌ ومفْجوعٌ بحِبٍّ وعائبُ |
لفقْدك أبْكي يا بنيّ , مرارةً |
ويبْكيك يا حبيّ رفيقٌ وصاحبُ |
فما اْنفكّ منْ بيض اللّفائف راحلٌ |
وما فرّ منْ نظْم الصّحائف هاربُ |
حزينًا وجرْح الفقْـد يؤْلم ثغْـبه |
تظلّ على حالٍ ودمْعك ساكبُ |
رسمْتُ تعابيري بريشة شاعرٍ |
ولسْت برأْيٍ قدْ ركبتُ أطالبُ |