تُعاتبني
تعاتبُني حليمةُ أنْ رأتْني .............حليفَ الضرِّ و الهمِّ العصيب
و تنْعَتُني بأنِّي لمْ أجدِّدْ ...............دفاعي في مواجهةِ الرُّسوب
و أخْرجْتُ الأماني من فؤادي.... و ضيَّعْتُ الخروجَ من الخطوب
و ألبَسني الخضوعُ لباسَ ذلٍّ.........و عانقتُ الشقا مثلَ اللهيب
و ودَّعني الهدوءُ و رثَّ حالي..... و لمْ تبْق السعادةُ منْ نصيبي
فقلْتُ لها : كلامكِ زادَ ضُرِّي.............أنا مازلْتُ ذا عزْمٍ صليب
و لمْ يلْحقْ بأغصاني ذبولٌ.........و شَمسي لمْ تملْ نحو الغروب
و نهري لم يتمِّمْ بعْد سَيرًا .......إلى البسْتان و السَّهل الخصيب
أتيتُ أوَدُّ جودًا مُسْتفيضًا...............و عيشًا فيه شدْوُ العنْدليب
و لكنْ لمْ أجدْ غيرَ البلايا.................و ما أقسى البلايا للقلوب
كأن الدهرَ يأبى أن يراني ...........حليف الغنْم و الفرح الخلوب
لقد أصْبحْتُ في الدنيا غريبا...........تضَايقني شكوكُ المسْتريب
و لكن رغْم هذا العسْر إنِّي...........رأيتُ اليسرَ في الأمد القريب
غدًا يمْشي الأسى عنَّا بعيدا............فترْتاحُ النفوسُ منَ النحيب