قتيل العشق ليس له عزاء
وإن كنا نفارقه يقينا
فكم للعشق قد صلى وصام
وكم بالصد خلفه حزينا
تحن له الموئس تبتغيه
وإن صار الفؤاد له سجينا
يزور فاتختفي الأضداد فينا
ويجعل في قسات القلب لينا
ندارى العشق فى الأكباد لكن
عيانا تظهر الأسقام فينا
فاحمى العشق ليس لهادواء
فكم ملكا لها اضحا لها سجينا
فكم قتل الغرام لنا نديما
وكم طرق السهاد لنا جفونا
نسارع في إعتناق العشق حتى
نسوق له الجوارح مرغمينا
وتستبق القلوب له سراعا
كنسا ك نراهم زائرينا
تدار به القلوب وتستباح
به الألباب والأكباد فينا
تقاد به الرجال على النواصى
وتحنى تحت سلطته الجبينا
نرى الملاك فيه شاردينا
وفوق بقايا شوك سائرينا
فما لجوا به إلا وعادوا
كما ذهبوا بشك لا يقينا
فلا ابقى لهم في الامرقول
ولا ذهبوا من الدنيا بدينا
يسود العشق اكباد العذارى
ويغتال القلوب إذا عصينا
ويغلب أمره أمر العقول
فايصرع في هواه المرء حينا
نسيربلا طريق نبتغيه
وإن صار العذاب لنا قرينا
يصب لنا من الالام صبا
على غصاته كرها صبرنا
شربنا من المدامة فرتمينا
على اقدحها نتلو اليمينا
فما فصحا المساء لنا نديما
ولا افشى الصباح لنا مكانا
نرى الأيام تعدو لا تؤوب
وأهل العشق في سكر مبينا
فلا عشق يدوم لذى محب
ولا لهو يدوم إذا هرمنا
أيا صبا تعلق بالعذارى
وأآنس نار لوعته الزمانا
فأهل العشق ليس لهم عزاء
وإن كنا نفا رقهم يقينا