|
خُطُواتُ شِعْري للفَضَاءِ مُقَيَّدَهْ |
|
|
والفِكْرُ بَاتَ مُصَفَّدًا.. مَنْ صَفَّدَهْ؟ |
والبَحْرُ يغْدِرُ، والرِّياحُ تَلُفُّنا |
|
|
واللَّيْلُ يقْسو، والضِيَا ما أبْعَدَهْ |
وأَرَى السَّماءَ بِبَرْقِها وبِرَعْدِهَا |
|
|
وبِكُلِّ أنْواعِ الغُيُومِ مُلَبَّدَهْ |
والطَّيْرَ في وُكْناتِها؛ وَهِيَ التي |
|
|
كانتْ بأرْجاءِ السَّمَاءِ مُغَرِّدَهْ |
ما خِلْتُ أبْيَاتي يَغِيضُ مِدَادُهَا |
|
|
أَوْ أنَّنِي يَوْمًا أَحَارُ لِمُفْرَدَهْ |
والشِّعْرَ يشْكو مِنْ إسَاءَةِ لاحِنٍ |
|
|
واللَّحْنُ في نُطْقِ المشَاعِرِ مَفْسَدَهْ |
ومَضَيْتُ أبْحثُ عَلَّني قدْ ألْتَقي |
|
|
نَفْسي؛ ونَفْسُ العاشِقينَ مُشَرَّدَهْ |
وقلوبُهمْ في حِيرةٍ منْ أَمْرِهِمْ |
|
|
وَلَدَيَّ قَلْبٌ مُؤْرَقٌ، مَا أَجْهَدَهْ |
إنْ رُحْتُ أَرْقُبُ ما يَسُرُّ خَوَاطري |
|
|
تَبْدو النَّوَاظِرُ، والنَّوَافِذُ مُوصَدَهْ |
أوْ جُلْتُ أبْحَثُ عن صِفَاتِ أفاضلٍ |
|
|
سَأرى عيوبًا في النُّفوسِ مُمَدَّدَهْ ّ! |
وتلوحُ أَسْبابُ الصَّلاحِ عَصِيَّةٌ |
|
|
ونَقِيضُها؛ سُبُلُ الفَسادِ مُعَبَّدَهْ ! |
ساءَلْتُ نًفْسيَ صَامِتًا مَنْ يا تُرَى |
|
|
في دَارِنَا بَدَعَ الفسَادَ وشَيَّدَهْ ؟! |
ومَضى بِنا نحْو الظّنونِ وبَحْرِهَا |
|
|
والعَقْلَ مِنْ حُسْـنِ النَّوَايـا جَـرَّدَهْ |
وغَـــدَا التَّشَكُّكُ حَارِسًا ومُلازِمًـا |
|
|
ونَرَاهُ جَهَّزَ في الحَنَايا مَرْقَـدَهْ |
وبَدَا لسُوءِ الظَّنِّ بَاعٌ أَطْوَلٌ |
|
|
وغَدَتْ جُهودُ المُخْلِصينَ مُبَدَّدَهْ |
والحِقْدُ يَأتي بالمَهَالكِ والرَّدى |
|
|
بلْ سَالِبًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَجْوَدَهْ |
والكُثْرُ بُوقٌ؛ للمثالِبِ مُعْلِنٌ |
|
|
والنَّذْرُ مَنْ عَرَفَ البَهِيَّ ورَدَّدَهْ |
سَاءَلْتُهَا ومَضَيْتُ دونَ إجابةٍ |
|
|
فأجابني صَوْتٌ يُزيحُ تردُّدَهْ: |
يا صاحبَ الشِّعْرِ المُقَيَّدِ خَطْوُهُ |
|
|
أنتَ الذي عَاقَ الشعورَ وقَيَّدَهْ |
ما ذَنْبُ بَحرٍ زاخِرٍ بلآلئ ؟! |
|
|
يَهَبُ النفوسَ رُواءَها والأفئدَهْ ؟! |
إنْ كُنتَ لا تُلْقي الشِّبَاكَ بِحِرْفَةٍ |
|
|
حتى تُوَافَى بالبيوتِ مُجَدَّدَهْ |
عَتباتِها، فَتَحَاتِها، نَغَمَاتِهَا |
|
|
قَفَلاتِهَا، وسُقُوفِها والأَعْمِدَهْ |
أو إنَّ فِكْرَكَ بالهُمومِ مُشَبَّعٌ |
|
|
فَصِفاتُها وسِماتُها مُتَعَدِّدَهْ |
أو قَيَّدَتْهُ يَدُ الجُمودِ ولمْ تَزَلْ |
|
|
لَكَمَاتُها صَوْبَ الحديثِ مُسَدَّدَهْ |
فاتْركْ لفِكْرِكَ في الفضاءِ عَنَانَهُ |
|
|
حتى يُسَطِّرَ حُلْمهُ وتَمُرُّدَهْ |
وسماؤنا إنْ أبْرَقَتْ أو أرْعَدَتْ |
|
|
بالخيرِ تُمْطِرُنا بِكُلِّ الأصْعِدَهْ |
وإذا صَفَتْ فبها الأمانُ لإنْسِنَا |
|
|
والطَّيْرُ تَغدو أوْ تَروحُ مُغَرِّدَهْ |
أمَّا التّشّكُّكُ والفسادُ فَمَا لهُ |
|
|
سَبَبٌ سِــوى أنَّ الضَّمائرَ مُقْعَدَهْ |
فارجِـعْ لتربيــةٍ وتعليمٍ تَجِـدْ |
|
|
إنْ يُصْلَحَــا، كُــلَّ الدُّروبِ مُمَهـَّدَهْ |
والدَّينِ والأخلاقِ قَبْلا، شَـاعري |
|
|
بهمـا الخطايـا والذنوبُ مُبَدَّدَهْ |
والبَّحرَ كِنْزًا والشَّبَاكَ مَليئةً |
|
|
والبيْتَ تِلْوَ البيْتِ يَبْني المُنْشَدَهْ |
فـي صَـدْرِهِ أو عَجْزِهِ مُتَأَنِقًا |
|
|
يَهَـــبُ البَيَـانَ عَقيقَهُ بلْ عَسْجَدَهْ |
وتراهُ يَأْتي ساحِرًا وبسِحْرِهِ |
|
|
تَسْمو النفوسُ وتَسْتريحُ الأفْئدَهْ |
والشِّعْرُ يَبْني في النفوسِ دَعَائمًا |
|
|
تُعْلي وتَضْمنُ للتَّليدِ تَجَدُّدَهْ |
بين الأُلى عَرَفوا البيانَ أيَسْتوي |
|
|
مَنْ قَدْ يُساوي صَخْرَهُ وزُمُرُّدَهْ ؟! |
فاحذرْ هُمومًا قدْ تَسُدُّ مَنَافِذًا |
|
|
تُودي لفقْدِ الشِّعْرِ عِنْدَكَ مَوْرِدَهْ |
فَقْدُ البيانِ لشاعرٍ كَمْ مُوجِع |
|
|
كَمُصاحبِ الظَّلْماءِ يَفْقِدُ فَرْقدَهْ |
واكْدَحْ بِجِـدٍّ ... مُوقِنًا برسالةٍ |
|
|
فالجِـدُّ يُعطي للمُجِـدِّ تَفَـرُّدَهْ |
اجْبُرْ بِهِ كَسْرَ المُصابين الأُلَـى |
|
|
فَقَدوا الأحَبَّـةَ والظـُّروفُ مُشَدَّدَهْ |
واكتُبْ لِلَيْلى واصِفًا حَالَ الهَوى |
|
|
فالحرفُ في وصْفِ الهوى ما أَسْعَدَهْ |
والحرفُ إنْ تُسْعِدْهُ تَلْقَ أَريجَهُ |
|
|
ونَقَاءَهُ وحَنَانَهُ وتَوَرُّدَهْ |
فاملأْ قُلوبَ العاشِقينَ سَعَادةً |
|
|
وعُيونَهمْ وعُقُولَهـــمْ والأَوْرِدَهْ. |
والحُسْنُ في صِدْقِ المشاعرِ دائمًا |
|
|
في كَوْنِها رَقْرَاقَةً مُتَوَدِّدَهْ |
والقولُ إنَّ الكِذْبَ يُعْلي شَاعِرًا |
|
|
كالقولِ إنَّ العَبْـدَ يُعْلي سَيِّدَهْ |