يممت وجهي شطر البحر وحملت أوراقي وقلم رصاص وبعضا من هم تناثر بالوجدان ، تمازج صوت الموج مع تناثر حبات الرمال بوقع خطواتي . خواء كاد أن يبتلع وجودي ، المكان خال إلا من أوراق تتطاير بهواء تشرين البارد وغيومه الغاضبه ، عشقي للبحر لا يتنامي إلا مع أشهر الشتاء ، أخلوا به كما يخلوا العاشقين ببعضهما ، يبوح لي بكل الأسرار حين أحتضنه بعيناي وتحلوا الكتابه ويصفوا الفكر عندها فقط ، عودني البحر شتاء علي دفء الحضن وزخم الحرف فصارت أحرفي لا تولد إلا بهكذا طقس ولا تزهر إلا في حضن شذرات من رذاذه الذي يداعب وجهي ، شرعت في معانقة يراعي لاحرفي التي غابت في كأبة واقع ينتزع إنسانية الهمس ليستبدلها بصخب الماده ،
تسربت بين أناملي الاحرف واكتست الصفحه بالأحرف ، فسرت النشوه في جسدي كمن نفخت فيه الروح ، لاح شراع من بعيد تبسمت وأنا أتابع تأرجحه بين نسمات البحر ، أكملت تاركا ليراعي حرية التنقل بين الأفكار ، أطلت شمس خريفيه علي خجل فسري بعضا من دفء في المكان تلفت فاذ بي أراها مقبله ، تعلق نظري بها وهي تخطوا الهوينا قبالة موقعي علي بعد بضعة أمتار ، كان بصرها معلقا بالموج وضعت كرسيها بأناقه ولممت عبائتها وجلست في هدوء والابتسامه لم تفارق ثغرها ، ظللت محملقا جهتها بضعة ثوان قبل أن يلفحنى رذاذ البحر ليعيدني إلي قلمي وأوراقي ، توقف نزف الحرف وقد إنشغل فكري بهذا البهاء الذي أطل رقة علي غير موعد ،
حاولت أن اثبت نظري علي أحرفي لكنه كان يعصى وقاري ليذهب متابعا حركات شالها المرفرف كطير فرح ، تسمرت نظراتي جهتها قبل أن تلوح منها نظره عفويه شابها بعضا من قلق ، أومئت لتحيتها وقد اضطرب القلم بيدي فتبعثرت أوراقي ، تبسمت وهي ترد التحيه وتيمم وجهها جهة الموج من جديد ، قمت الملم أوراقي التي تطايرت ، سحبتني أوراقي جهتها في تطايرها ، مالت لتلتقط ورقة ، وقفت محملقا صامتا وقد فصلتني عنها خطوه ، مدت يدها بالورقه والتقت أعيننا لبرهة ، إبتسامتها رائعه رغم ما يشوبها من حيره ، همست شاكرا وأنا بين رغبتي في التواصل وخجلي من تطفلي أتردد ، عادت لتحملق في الأمواج فوجدت خطواتي تحملني إلي حيث كنت ، عبثا حاولت أن أواصل سطر أحرفي ،
تملكتني رغبة جامحه في الحديث إليها ، لا أدري لما ، فلست مراهقا ولا يوجد ما يميزها عن غيرها من النساء ، جمالها هادئ لكنها ليست فاتنه ، علا هدير الموج وتناثر رذاذه من جديد فأعادني إلي أحرفي ، تابعت الكتابه وقد استولى علي قلمي وجودها الذي سحبني إلي جزر الحلم ،
قامت تتهادي لمست الماء باطراف أناملها ، ثم عاودت السير باتجاهي ، ابتسمت وهي تحاول إزاحه شالها لتتبدي ملامحها بوجهها الطفولي عن قرب ، تمنيت أن أحتويها بذراعي ، تابعت الكتابه ونظري مثبت عليها ، أقتربت أكثر مالت مقتربه من أوراقي ، شعرت بأن لحظه لثم وجنتيها قد دنت ، مالت أكثر فأكثر ، وفي لحظه قفزت لتختفي داخل أوراقي توقف قلمي مع أخر ظهور لطرف شالها المرفرف بسعادة