عندما يعلِّم الصغارُ الكبار! / كمال المصريالدرس الأول: الأسماءوقف مدرس اللغة العربية؛ ليعلمنا درسًا بالعربيةوهو ذو اثني عشر عاما.. لكنْ يسبقنا فضلاً.. بذلاً.. إقدامًاحيّا الفصلَ مبتسمًا.. وابتدأ حديثه إفهامًا:هيـا هيـا يا رفقـاءْ درس اليوم هو الأسماءْوالأسماء معاني الذات وبها تتضـح الأشـياءْوطنٌ.. تضحيةٌ.. حبُّ حياةٌ.. استشهادٌ.. شعبُوطنٌ: يعني فلسطينَ.. يعني حبًّا وكرامةْيعني القدسَ.. يعني الأقصى.. يعني إنساناً مرفوعَ الهامةْيعني أرضاً ليست للبيعِ.. بل هي للعزِّ علامةْ.تضحيةٌ: تعني لا شيء أغلى من وطني..لا شيء أبداً يمنعنيأنْ أُعطيَ روحي.. أنْ أُعطيَ نفسي..أُهديها بلدي معتزَّا.. كي تبقى بلادي في عزَّةْ..كي تبقى بلادي.. كي تبقى ملاذي..كي تبقى أبداً لي سكني.حبٌّ: معنى أسمى من كل معاني العالمْ..أعلى من كل قضاياه العليا.. أحلى من طعم الشهد..وأَمَرُّ في حَلْقِِ الخصم من العلقمْالحبُّ: قلبٌ فحواه القدسُ.. والأقصى: نبراسٌ، أنسُ..اللِّد معي.. وغزة ملكي.. وكذلك تبقى نابُلْسُ..ليظلوا للدنيا البلسمْ.حياةٌ: تُهدى للأقصى.. توهب لمروج بلاديللنهر وللزرع.. للمرتفعات وللواديلذرَّة تُرْبٍ.. لكل أنشودة حبٍّ.. لجميع نداءات الحاديحياة أهديها بلدي مختارا.. لا أخشى موتاً أو نارًا.. فبموتي.. كتبتُ شهادة ميلادي.استشهادٌ: أي بيع النفس لرب الناسِ..لأنال الفردوس الأعلىنعيماً أبداً لا ينفدْ.. وفضلاً دوماً يتجددْ..وهل تبغى النفسُ أعذب من ذلك أو أحلى؟والثمنُ: موتٌ في بذلٍ.. دفاعاً عن أرضٍ أو أهلٍ..فلْتُقْدِمْ نفسي بلا أن تذكر كلمة "لا".شعبٌ: يعني عِزًّا.. يعني حياةْيعني فداءً.. يعني جهاداً.. يعني مكاناً لا ينساهيعني إصراراً أن نبقى نعمل حتى ننال ما نبغيه..حتى ندكَّ الباغي الظالم.. حتى نزيل ما نأباه
سكت الأستاذ قليلاً، ثم أضاف:فلسطينُ بلاديفلسطينُ: مبتدأٌ عَلَمٌ مرفوعُ الرأس.. وستبقى مبتدأً أبدابلادٌ: خبرٌ مرفوعُ الراية..يبقى للأجيال المددَوالياء: ضميرٌ حيٌّ لا يفنى..ويضاف إلى بلدي كي تبقى ملكي.. ولتبقى دوماً لي سندًا
ثم أضاف:هذا درس للأسماءِ.. وغداً نذهب للأفعالحيث نجعلُ للفعلِِِ..مجالاً أو مفتاحاوما إنْ ختم الأستاذُ الدرسْ..حتى تعالى في الفصل الهمسْ..أتُرى العالم بعد البذل.. بعد الشرح.. فَهِمَ الدرسَ ..أم ما زال يريد بياناً أو إيضاحا؟أتُراه يحتاج بياناً أو إيضاحًا؟!-------------------------------------------------------------------الدرس الثاني: الأفعالوقف الأستاذُ في اليوم التالي.. ليعطيَنا الدرسَ عن الأفعالِوقالْ: درسُ اليـوم مهـمٌّ جدًّا.. فافهم يا مسـتمعي مقاليهيـا هيـا يا أبطالْ درسُ اليومِ هو الأفعالْوالأفعالُ حياةُ الناسْ وبها تحـقيقُ الآمـالْرَجَمَ: فِعْلٌ..يَحْفَظُ: فِعْلٌ..ابْذُلْ: فِعْلٌ..فِعْلٌ في عدةِ أحوالْرَجَمَ: فعلٌ ماضٍ.. والماضي يعني تاريخاً مملوءاً بالفخْرِيعني ميراثاً مزهوًّا بالنصْرِيعني أجداداً أبطالاً.. يعني أنواراً تتلالا.. يعني أجيالاً تستلم الرايةْ.. وتقول للنصرِ: تعالَيعني إيذاناً بقدومِ الفجْر.يحفظُ: فعلُ مضارعْ.. يعني الأمر الواقعْ.. أنْ نبقى نبذلَ حتى نَهْزِمَ قاتلَناأنْ نغرسَ حبَّ الأقصى في دمِناثم نُقدِّم هذا الدمَّ لنعيدَ مفاخرَ أمتِنافالموتُ بشرعتنا حياةٌ.. والموتُ بمنهجنا نجاةٌ..والموتُ طريقُ الفردوسِ الأعلى.. وسبيلُ رضاء خالقِناابذلْ: فعلُ الأمرِ.. يأمركَ أنْ تعطيَ كلَّ ما تملِكْ
لفداءِ أرضِكَ أو أهلِكأنْ تدفعَ مَهْرَ الجنَّةِ في حبِّ.. لتنعم بالوصلِ وبالقُرْبِ.. أنْ تفعلَ ذلك أو تهلكْ
قال الأستاذُ كذلكْ:رَجَمَ الأطفالُ الغَدْرَرجم: فعلٌ ماضٍ مبنيٌ بالفتحِ.. ينبئُ دوماً بالنصرِ وبالفتحِالأطفالُ: فاعلْ.. لسماء الدنيا مشاعلْ..وهْو مرفوعٌ بالضَّمةْ.. ليزيلَ عن الكونِ الغُمَّةْ.. ويأتي قريباً بالصُبْحِالغدرَ: يعني الظلمَ.. يعني الجُبْنَ.. يعني خِسَّةَ أصحابِ الفيلْ.. الغدرُ يعني إسرائيلْ..وإسرائيلُ: وجهٌ آخر للقُبْحِ
يحفظُ الإنسانُ الوطنَيحفظُ: فعل مضارعْ.. مرفوعٌ إذا عُدِمَ من الرفعِ المانعْ..وسأحفظُ راياتِ بلادي كي تبقى أبداً مرفوعةْالإنسانُ: فاعلٌ مرفوعٌ أيضا.. والإنسانُ هنا: هو مَنْ يحيى.. مَنْ يعرفُ مغزى وجودِهِ في الدنيا.. فمعاني البذلِ بقلبه مزروعةْالوطنَ: مفعولٌ به منصوب.. بثراهُ ترتبطُ قلوبُ.. شمالٌ محبوبٌ وجنوبُ..وحِماهُ ستبقى ممنوعةْ
ابذل الوسعَابذلْ: فعلُ أمرٍ مجزومُ.. كأطيارِ الإيمانِ يحومُ.. فيُظِلُّ سماءَ بلاديوالفاعلُ "أنتَ": ضميرٌ مستترُ.. على قهرِ الظلمِ لمقْتدِرُ.. يسلكُ دربَ الأجدادِالوسعَ: مفعولٌ يعني الطاقةَ يعني الجَهدْ.. يعني أنْ تلتزمَ أبداً بالعَهدْ..كي تبقى بلادُكَ نوراً للرائحِ والغادي
وأنهى الأستاذُ الدرسَ:أرجو أن نفهم وزنَ الأفعالْفبها تهتزُّ جبالْوالحروفُ هي الدرسُ القادمْلرجالِ الدنيا دليلٌ.. لسماءِ الكونِ معالمْكي تعلمَ كلُّ الدنيا.. كلُّ الناسِ.. أن شعبيَ منتصرٌ هازِمْفموعدنا يا إخواني الدرسَ القادمْ