أدري بأنك صفحةٌ بيضاءُ
..............................................كا لماءِ حين ترشُّهُ الأضواءُ
ما خُطَّ في قَسَمَاتِ وجهك موقفٌ
........................................... والخلقُ عندك والزمانُ سواءُ
تبغي الوفاءَ ولن تُلامسَهُ كما
................................................ لن تستظلَّ بظلِّها الأشياءُ
وبدت لك الغاياتُ في اللفظِ الذي
............................................. يبدو وغاياتُ القلوبِ وراءُ
كنت موفقا في تصوير براءة الطفل وأنه صفحة بيضاء لم يعكرها الزمن وأهله...وتشبيه وجهه المشرق بالماء الصافي الذي تنعكس عنه الأضواء ...هكذا هو وجهه البريء ...وهذه هي سريرته الصافية التي لم تعرف الغش والخداع بعد...
فبأيِّ ذنبٍ جئتَ للدنيا من الـ
........................................مجهول ِ والدنيا عليك شقاءُ
ذكرني هذا البيت برباعيات الخيام التي غنتها أم كلثوم:
لبست ثوب العيش لم استشر
.................................................. وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انضو الثوب عنى ولم
.................................................. .ادرك لماذا جئت اين المفر
نَمْ في حكايتك البريئةِ لا يُقا
.................................................. ...سـمُكَ الملوكُ بها أو الأُمراءُ
ليت الحياةَ كما تظنُّ ومثلُما
.................................................. ........يتصوّرُ الأطفالُ والبُرآء
يتمنى الشاعر أن تكون الحياة بهذه البراءة والصفاء ....ولكن هيهات ..هيهات...
لم تدرِ بعدُ بأنَّ كلَّ حكايةٍ
.................................................. ........تُصغي لها قبل المنام هُراءُ
فكم اسْتَوَتْ فوق الدماءُ بواخرٌ
.................................................. ......وعلى الجراحِ حضارةٌ شمّاءُ
والكُلُّ ساق أدلةً لمزاعمٍ
.................................................. ........هيهات أن تتمايزَ الأصداءُ
دع أيها الطفلُ الحياةَ لأهلها
.................................................. ........فهي الفناءُ وأهلُها أسماءُ
هنا بيان للحياة على أرض الواقع بعيدا عن أحلام الطفولة البريئة...
لو أدركت حواءُ أبعادَ الدُّنا
.................................................. ...في العالمين لأجهَضَتْ حوَّاءُ
ولربما قالت بكلِّ مرارةٍ:
.................................................. أحسنتُ تربيةَ الورى فأساؤوا
ذكرني هذا بقول عمر بن الخطاب...ليت أم عمر لم تنجب عمر...
ليت الحياةَ مشاعرٌ في صدرِ مَنْ
.................................................. .تأتي له الأشعارُ كيف يشاءُ
أنا ذلكم وبحورُ شعريَ كلُّها
.................................................. ....دُررٌ يغَصُّ بثقلِهنَّ الماءُ
وأنا الذي أسبلتُ ثوبَ قصائدي
............................................. خُيَلاءَ .. حتى يخرسَ الشعراءُ
هنا أبيات جميلة من الاعتداد بالنفس ....ولكن كلمة ( يخرس) ...لم ترق لي شخصيا فلو استبدلها ب ( يصمت)...مع أنهما بنفس المعنى ...ولكن مدلولها بالعامية لا يروق ...تماما مثل ...اذهب ..و...انصرف...
كنت مبدعا كعهدي بك أخي الحبيب وأتمنى لك التوفيق وكل عام وأنت بخير...