ما لي أحدِّقُ مشدوها أنا فيها
.........................والعينُ تذرفُ دَمْعاً في سَواقيها
ما لي أُحلُّقُ كالطير المَهيضِ ولا
...........................أدري أطيَّرَني بالشوق آسيها
أم هالني الصَّمْتُ إذْ تمضي قصائدها
....................في صمتها رسفتْ فالصمْتُ يُبكيها
ولستُ أدري أغيض الشعرُ وانكفأتْ
............................حروفهُ أسفاً لا ماءَ يرويها
أَمِ التَّصحُّرُ أوْدى بالتي ينَعتْ
......................فَحَلَّ جدْبٌ وبات المَحْلُ ساقيها؟
أوّاهُ من وجعي والنارُ تأكلني
..................هل تكتفي النارُ بي لو كنتُ أكفيها؟
والحالُ أني وفي الثيران لي مثَلٌ
.....................والأبيضُ الغِرُّ يوم الرَّوعِ يفديها
أوّاهُ من نزَقي!..هل ضرَّني نزَقٌي
................في عالم الحمْق والحمْقى؟ سأحكيها
حكاية الأبيض الساهي وكمْ قُتلتْ
................سرْداً وكم قُتلتْ في البؤس تشويها
أدورُ حولي وجمرُ الشكِّ يحرقُني
................هل كنتُ ثوراً وكان الغابُ تمويها؟
مذ كنْتُ ثوراً وَلوْني بعضُ معضلتي
.................في الصهدِ ثلجي تراهُ العينُ تسفيها
لونانِ في بدَني لا لونَ أحمِلُه
........................والطيفُ مُلتبِسٌ قد زادَني تيها
أعودُ أحملُ مصباحي ليرشدَني
.......................في الشمسِ يفتح آفاقاً تُحاكيها
و"العودُ أحمدُ" لكنْ لستُ أحمَدُهُ
.............................فالحمدُ لله جلَّ اللهُ تنزيها