|
نَصَعَتْ ، فَجَادَتْ غَيْرَةُ النَّفَحَاتِ |
تَسْتَصْحِبُ الآمالَ والدَّعَواتِ |
وَتَوقَّدَتْ قُدُمًا ، يُضيءُ جَمالُها |
رُتبَ البَيانِ ، وَفرقدَ الوَمَضَاتِ |
عِبَرٌ تزيَّا بالرَّشادِ بَواحُها |
وتزيَّنَتْ بروائحِ السَّرَوَاتِ |
لُمَعٌ مِن الإحسانِ حيكَ فؤادُها |
لمَّا أطلَّتْ مِن حِسانِ عِظاتِ |
شَرُفَتْ بذكرِ الخالداتِ مِن الحمى |
وَمكارمِ العظَماءِ في الشرُفاتِ |
من سالفِ الحَسَبِ الأثيلِ صباحُها |
وَمَساؤها مُتَجَمِّلٌ مِن آتِ |
لتلائمَ القلبَ الصَّدوقَ فلم يَلُمْ |
طِيبَ المَعاني طَيِّبُ الخَطَراتِ |
دَعها فَديْتُكَ تنهلُ النُّعمى فقد |
أجريتَ فيها رائعَ الهمَسَاتِ |
وَبها تهيمُ أصائلُ الوطنِ الذي |
ما اعتادَ غيرَ نَسَائمِ الرَّحَماتِ |
تَرِدُ السَّناءَ حَضارةً ، فكأنَّما |
مَا اسْتعْذبَتْ إلا نَدى الحَضَراتِ |
فَمِنَ الشِّمالِ حُبورُها وَعيونُها |
وَمن الجنوبِ تَجــودُ بالبَسَماتِ |
شرقيَّةُ العِرفانِ ترسُمُ ثَغرَها |
دارُ السَّلامِ بأشرفِ الغاياتِ |
فمضَتْ تُعانِقُ بالمشـاهدِ تارةً |
أو تمنحُ الظمآى عيونَ فراتِ |
فإذا ظِلالُ السِّحرِ بعضُ بيانِها |
وَإذا القريضُ يضجُّ بالقُبُلاتِ |
وإذا الأديبُ مُتيَّمٌ بعبيرها |
شِعرًا وَذكرًا رائقَ المَلَكــاتِ |
هو " ناظمُ الصَّرخيُّ " شاعرُها الذي |
صَحِبَ الكبارَ وَنَخْوةَ المَهُجاتِ |
يَسْتَبشِرُ الإبداعُ حينَ يزورُهُ |
في جَلوةِ الإيقاعِ والخطَواتِ |
يُعنى برَيْحَانِ البَديعِ رَواحُهُ |
ليُقشِّبُ التَّرْصيعَ في الغدَواتِ |
وَشهادتي مَجْروحةٌ في حَقِّ مَن |
لمّا تُحِطْ بوفائهِ عَزَماتي |
نُبْلٌ ، وإحساسُ الرَّحيقِ ، وَرؤيةٌ |
وَسَريرةٌ بَيْضا ، وَطولُ أناةِ |
حتى إذا انبثقتْ بدورُ شعورِهِ |
عَذُبتْ لأهلي صورةُ التائاتِ |
واليومَ فزتُ بذكــرهِ فتعطّرتْ |
بنقاءِ أحبابِ الكبار حياتي |
وعسايَ أنصِفُ في غنائي شاعرًا |
تهفو إليه صبابةُ النَّاياتِ |
أوَ ليسَ نَبْعيَّ الشَّمائلِ نِسْبةً |
في دَوْحِهِ اتلفتْ جموعُ ثِقاتِ |
هذي ، وتلك ، وفي القريضِ بقيَّةٌ |
لا ريبَ يَجمعُ لونُها أشتاتي |