|
كَفى بيَ أُنسًا أن أرى البحرَ صَافيا |
|
|
وحسبي نسيمٌ للهمومِ مُداويا |
وزرقةُ موجٍ لا مثيلَ لحسنه |
|
|
ودرٌ يتيم لا يتاحُ؛ تعاليا |
فأُلقي شباكي، والحصادُ فرائدٌ |
|
|
وأنظمُ نبْضي واصِفًا فيه ما بِيَا |
وأملأ صدري بالنقاءِ، وبالصَّفا |
|
|
وأُحكِمُ بوْحي؛ عجْزَهُ والقوافِيَا |
أسامِرُ خِلا، أو أواسي مُثَقَّلا |
|
|
أُدندِنُ همْسًا، أو أردِّدُ عاليًا |
أوصِّفُ حالا فيه توثيق ما جرَى |
|
|
أهنيءُ قومًا، أو أسوقُ التعازيَا |
يؤوبُ بهِ فيضُ المشاعرِ دافقًا |
|
|
فيرتاحُ قُرْبي بعدَ أن كان نائيَا |
وأنصرُ حقا، أو أُفنِّدُ باطلا |
|
|
وأُثني على من يستحقُّ ثنائيَا |
وما كان نقدي قسوةً أو تحامُلا |
|
|
ولا كان بوحي في الثناءِ مُغاليَا |
أصوغُ بحرفي ما يجولُ بخاطري |
|
|
ضَحوكًا أَلوفًا، أمْ عَبوسًا مُجافيَا |
إذا كان حُلمًا، أو خَيِالا أظنُّهُ |
|
|
أو إنْ كان حقًّا للنواظرِ باديَا |
إذا أرقتني في المساءِ هواجسٌ |
|
|
فصُبْحي سيأتي من هموميَ خاليَا |
وأنسج بُرْدًا بالأماني مُرَصَّعًا |
|
|
يُزينُ الكُماةَ المخلصينَ الغَوالِيَا |
وإعْمالُ عقلِ المرءِ فيه فلاحُهُ |
|
|
وما كلُّ خيرٍ قد يُعدُّ مِثاليَا |
فما كلُّ منْ لمْ يدركِ الفوزَ مُذْنبٌ |
|
|
ولا كلُّ سبقٍ يستحقُّ التفانيَا |
فكمْ منْ مُجيدٍ مسَّهُ الخُسْرُ والضَّنى |
|
|
وكمْ من مُسيء قدْ ينالُ الأمَانيَا |
وما كُلُّ كسْبٍ يُفرح المرءَ لو وَعى |
|
|
ولا كلُّ خُسرٍ يجعلُ القلبَ باكيَا |
ولكنَّ إخلاصًا وحسنَ سريرةٍ |
|
|
وتطويرَ ذاتٍ يجعلُ القلبَ راضيَا |