الفقير
يظلُّ وحيدًا كَسيرَ الفؤاد..............كَمنْ خَانه أَقْربُ الأصْدقاءِ
إذا الليلُ حلَّ و لمْ يبْقَ إلا......الدجى باتَ يرْعى نُجومَ السَّماء
يُعذِّبه السهْدُ في كلِّ ليلٍ..........و ما في الصباح له منْ عزاء
لقد ضَاق ذرعًا بنقْص الطعام .....كما ضاق ذرعا ببرْد العراء
يودُّ الهناءَ و لكنْ سَيبقى............مع الفقر ما يبتغي جدَّ ناء
فلا شيْءَ إلا الرزايا لديه ......و لا شَيْءَ غير الأسى و البكاء
أرى المرْءَ يَبْقَى حليفَ الجروح..إذا كانَ في العيْش قيْدَ الشقاء
ويبْقَى حليفَ الرضى والسرور..إذا كانَ في العيْش ملْءَ الرخاء
لقد ضاق بالضُّرِّ ذرعًا كَمثل........مَريضٍ يقاسِي غيابَ الدواء
فلا تَبْخلوا بالنّدى و الحَنان ............عليه ليرْتاحَ بعدَ العناء
و لا تَدْفعوه إلى اليأْسِ منْكُمْ ........إذا ما ركبْتُمْ ركابَ الجفاء
من العيْب أنْ يُكْنزَ المالُ وهْو .....,,...أساه يظلُّ بدون انْقضاء
فمَا قيمةُ المال إنْ لمْ يغيّرْ......إلى الدفْء عيْشًا ككهْف الشتاء
وخيرُ الورى من تراه العيونُ....لمَنْ يشْتكي الفقرَ أهلَ السخاء
إذا راح عبْءٌ ثقيلٌ عليه........سيغدو كثيرَ الرضى و الصفاء
فلا بدَّ أن يُبْعدَ الفقرُ عَنَّا ..........فما فيه غيرُ الأذى و الشقاء
سيأخذُ مَنْ يفْعل الخيرَ عند .......الذي خلقَ الكون خيرَ العطاء
هنيئا له حين لا المالُ يجْدي......و لا الجاهُ و العزُّ يومَ الجزاء