|
خُــذْنِــي إِلَــيكَ فَــإِنَّ الــشَّوْقَ قَــدْ مَــرَقَا |
مَـــا عَـــادَ يَــشْفَعُ أَنْ سَــاوَمْتُهُ الأَرَقَــا |
الــلَــيْلُ يَــغْــفُو وَعَــيْــنِي فِــيكَ سَــاجِيَةٌ |
وَالــوَجْــدُ يَـــذْرِفُ فِــي أَجْــفَانِهِا الــقَلَقَا |
تَــثَاءَبَ الــصَّبْرُ فِــي وَجْهِ النُّهَى ضَجَرًا |
أَنْ لَــيْــسَ يَــغْفُــلُ قَــلْبٌ بِــالْهَوَى خَــفَقَا |
وَكَــيْــفَ تَــغْــفُلُ عَــيْــنٌ أَنْـــتِ دَمْــعَتُهَا |
وَطَــيْــفُكِ الــعَــذْبُ فِــي أَهْــدَابِهَا عَــلِقَا |
وَمَــا جَــزِعْتُ وَنَــفْسُ الــصَّبِّ جَــازِعَةٌ |
وَمَـــا طَــرَقْــتُ وَلَــكِــنَّ الْأَسَــى طَــرَقَا |
لَــمْ يَــمْضَغِ اللَّيْثُ عُشْبَ اللَّبْثِ مِنْ سَغَبٍ |
وَإِنَّــــمَــا مِــــنْ وَفَــــاءٍ زَادَهُ رَهَــقَــا |
يَــكَــادُ يَــأْكُــلُ ذِئْـــبُ الْــوَقْــتِ يُــوسُفَهُ |
وَيَــظْــمَأُ الْــجُبُّ مِــنْ مَــاءِ الَّــذِي مَــذَقَا |
فَــيَــا لِــقَــلْبِكِ كَــمْ أَظْــمَأْتِ رِيــقَ رُبَــىً |
وَيَـــا لِــقَلْبِيَ كَــمْ عَــذْبَ الــدَّلالِ سَــقَى |
جَاسَتْ يَدُ الظَّنِّ فِي نَجْوَى الْجَوَى وَجَنَتْ |
وَصَـــدَّقَ الْــخَاطِرُ الْــمُغْتَرُّ مَــا اخْــتَلَقَا |
أَزُورُهَــا فِــي احْتِدَامِ الرُّوحِ طَيْفَ هَوَىً |
فَــتَحْسَبُ الــطَّيْفَ فِــيمَا اجْتَاحَ قَدْ صَدَقَا |
لَـــمْ تَـــدْرِ أَنَّ الْــفِــرَاقَ اسْــتَلَّهَا وَجَــعًا |
وَرَتَّــلَ الْــجُرْحَ فِــي تَــأْبِينِ مَــا اعْــتَنَقَا |
يُــرَقْــرِقُ الــوَجْدَ رُوحٌ أُتْــرِعَتْ صَــلَفًا |
كَـــأْسَ الأَنِــيــنِ وَقَــلْبٌ عَــاشِقٌ شَــرِقَا |
كَــأنَّنَي اَلْــوَدْقُ مِــنْ كَــفِّ السَّحَابِ هَمَى |
وَفِــي الــسَّرَابِ أَشُــفُّ الْــحُزْنَ مُــغْتَبَقَا |
أَوْ أَنَّــنَي مِــنْ حَنِــيْنِ الــشَّوْقِ وَجْـمُ رَدَىً |
كَــالشَّمْسِ تَــبْكِي أَسَىً فِي حِضْنِهَا الشَّفَقَا |
كَــفَرْتُ بِــالْعِشْقِ مَــا لِــلْعِشْقِ مِــنْ سُنَنٍ |
مَــنْ هَــامَ فِــيهِ هَوَى فِي الوَهْمِ وَاحْتَرَقَا |
فِــيهِ الــرِّجَالُ ضَــحَايَا ضَــلَّ مَــا أَمَــلُوا |
وَكُــلُّ أُنْــثَى تُــمَارِي الــوَصْلَ مَنْ عَشِقَا |
لَا شَــيْءَ أَوْثَــقُ مِــنْ حُــبٍّ بِــلَا غَرَضٍ |
فَـــإِنْ تَــأَبَّــى تَــرَبَّــى الـــذَّوْقُ وَانْــعَتَقَا |
يَــا مَــنْ عَــلَى الْبَدْرِ أَلْقَتْ شِسْعَ حِكْمَتِهَا |
فَــنَــوَّرَ الــرُّشْــدُ مِـــنْ لُــقْــمَانِهَا الأُفُــقَا |
مَــا حَــاجَةُ الْــمَنْهَجِ الْــوَاعِي إِلَــى رِئَــةٍ |
إِمَّـــا تَــنَــفَّسَ فِــيــهَا الْــمَــنْطِق اخْــتَنَقَا |
الــنَّــهْــرُ فَــلْــسَــفَةٌ لِــلْــمَاءِ لَــيْــسَ لَـــهُ |
مَــجْــرًى مِــنَ الْأَرْضِ إِلَّا حَــيْثُمَا دَفَــقَا |
وَمَـــا يُــضَامُ بَــرِيقٌ بَــاحَ عَــنْ ذَهَــبٍ |
وَلَا يُـــلَامُ رَحِــيــقٌ فِــي الْــمَدَى عَــبَقَا |
نَــاشَدْتُكِ اللَّهَ هَــلْ فِــي الْــكَـوْنِ مِنْ أَحَـدٍ |
يَــرْقَــى بِــعَــذَلِ عَــرِيقٍ لِــلْكَمَالِ رَقَــى |
وَهَـــلْ عَــلِــمْتِ بِــرُؤْيَــا نَــائِمٍ حَــرَثَتْ |
أَرْضًــا فَــأَصْبَحَ يَــجْنِي الــطَّلْحَ وَالــحَبَقَا |
لَمْ يَجْحَدِ الْقَلْبُ مِنْ مُوسَاهُ غَوْثَ عَصَا |
وَلَا تَــوَجَّــسَ مِــنْ فِــرْعَونِـــهِ الْــغَرَقَـا |
وَلَا تَــــأَوَّلَ مِــــنْ هَـــارُوتَ فَــتْــنَتَهُ |
كَــيْ يَــأْسِرَ الــسِّحْرُ نَــفَسًا أُرْهِفَتْ شَبَقَا |
مَــا زِلْــتُ أَحْــسَبُنِي رُوحًــا تُــطِلُّ عَلَى |
بِــكْرِ الْــمَعَانِي الَّــتِي لَــمْ تَــطْمِثِ الوَرَقَا |
مَـــا زِلْـــتُ أَنْــفُخُ فِــي الــنَّايَاتِ رِقَّــتَهَا |
وَأُلْــهــمُ الــشِّــعْرَ سَــمْــتًا يُــخْجِلُ الأَلَــقَا |
مَــا زِلْــتُ أَقْــتَرِفُ الْآمَــالَ مِــنْ شَــغَفٍ |
وَأَفْــرِشُ الْــوَعْدَ مِــنْ عَــتْمِ الــضَّنَى يَقَقَا |
مَــا زِلْــتُ، وَانْــكَفَأَ الْــمِصْبَاحُ فِي شَفَتِي |
وَشَـــاخَ فِـــيَّ سُــؤَالِــي قَــبْــلَمَا نَــطَــقَا |
اَلْــحُــزْنُ يَــذْرَأُ بِــنْتَ الْــعَيْنِ فِــي لُــغَةِ |
خَــرْسَاءَ لَــمْ تَــتْرُكِ الــذِّكْرَى لَــهَا رَمَقَا |
لِــي مِــنْكِ صَــمْتُ حَــدِيثٍ كُلَّمَا اقْتَرَبَتْ |
مِــنِّي الــدِّيَارُ وَإِنْ ذُقْــتُ الــنَّوَى انْــدَفَقَا |
أَلَــيــسَ أَصْــدَقُ أَهْــلِ الــعِشْقِ أَخْــفَرَهُمْ |
عِــنْــدَ الــلِــقَاءِ وَأَضْــنَــاهُمْ إِذَا افْــتَــرَقَا |
أَمَّـــنْ فَــطَــرْتُ لَــهَا بِــالْحُبِّ حُــظْوَتَهَا |
فَــــأَبْــدَعَ اللهُ فِــيْــهَا كُـــلَّ مَـــا خَــلَــقَا |
أَمَّــــنْ يُــقَــيِّــدُ أَنْــفَــاسِــي وَيُــطْــلِــقُهَا |
وَيَــمْــلأُ الــنَّــفْسَ طُــهْرًا سَــامِقًا وَتُــقَى |
مِـــنْ بَــسْــمَةٍ كُــلَّــمَا فَــازَ الــفُؤَادُ بِــهَا |
أَهْـــدَتْ إِلَـــى ذَاهِـــلٍ بِــالــلُؤْلُؤِ الــفَلَقَا |
بَـــرَاءَةُ الْــفَــجْرِ شَــطْرٌ مِــنْ مَــلَامِحِهَا |
وَسِــحْــرُ بِــابِــلَ مِـــنْ أَحْــدَاقِهَا انْــبَثَقَا |
إِذَا غَــــفَــوتُ صَــحَــا وَحْـــيٌ يُــرَتِّــلُهَا |
وَإِنْ صَــحَــوتُ غَــفَا رَأْيُ الَّــذِي وَمَــقَا |
وَا حَــرَّ قَــلْبِي عَــذَارَى الــلَّهْفَةِ ابْــتَهَلَتْ |
فَــهَلْ مِــنَ الــرَّغْدِ تَــسْقِينَا رُؤَىً وَلُــقَى |
لَـــوْلا تَــبَــارِيحُ شِــعْــرٍ أَسْــتَــرِيحُ بِــهَا |
مِــنْ لَــوْعَةِ الــوَجْدِ ذَابَــتْ مُهْجَتِي فَرَقَا |
تَــــرِفُّ دُونَ جَــنَــاحٍ بَــيْــنَ أَضْــلُــعِهَا |
طَــيْرًا ذَبِــيحَ الْــمُنَى شَــاقَى الجَوَى فَشَقَا |