إلتَقَيا في المدارسِ العالية ، حيث أرائك الدراسة الجامعية ، ولما أزف الوداع ، وفي حفل التخرج
كانت بينهما هذه المحادثة :
لُغَةُ الجَمَالِ تُهيبُ بالأَشواقِ هَذا الهَوى اجتذبي عُيونَ عِناقي فاليومَ يا ليلى الحَياةِ أظَلَّنا أَرَجُ الوَداعِ ، وَمَنطقُ الإملاقِ
مَهلاً أخا الشِّعرِ ، التَّلاقي مِنحةٌ أم قَد نسيتَ روائحَ الأعماقِ لا رَيبَ للذكرى حضورٌ مُفعمٌ بالأمنياتِ ، وإنْ بَكَتْ آفاقي
إنصافُ دَهري ما رأيتُ بريقَهُ فالبينُ مُنبعثٌ ، يحبُّ لِحاقي وَسِوى السَّقامِ أشكُّ في نَظَراتِهِ فالآهُ تَعبثُ ، تَسْتحِلُّ رواقي
رفقًا فللأيامِ نايُ مَودَّةٍ ألحانُها عَذُبتْ بكلِّ زُقاقِ واسألْ هوانا لائذًا بظلالهِ وَبلابِلَ الشُّرُفاتِ في الإشراقِ
ما زلتُ محتفظًا بعطرِ المُلتقى وَرَقائقٍ بالأقحوانِ دِهاقِ لكنَّ للنِّسيانِ سِفرَ ستائرٍ وَعِراقُ هذا العُمْرِ غيرُ عِراقِ
وَإذًا تذَكَّرْ ما يجولُ بخاطري مِن بَهْجةٍ سُكِبَتْ على الأوراقِ وَغيوثِ ذاكرةٍ تَواترَ نُبْلُها نَفَحاتُهُا تطفو على الأحداقِ
أهديكِ من وَردِ المَواهبِ بَاقةً ومِنَ الفؤادِ حَقائقَ استحقاقي فلكم سَهِرنا وادَّكرنا أنجمًا نَسقي اليَراعَةَ بالسَّنا الخلاَّقِ نَهَبُ العَوالمَ من رَحيقِ عَزائمٍ فإذا التَّصَافي زاهرُ الأخلاقِ تَشتاقُنا القاعاتُ تَهوى رَسْمَنا لمَّا الكَعابُ تبسَّمتْ بمذاقِ لم تنسَ مِن صَفوِ المداركِ حَاجةً طوبى لبَوحِ نجيبةٍ سبَّاقِ فاسْتَخبري الماضي وَرائعةَ النَّدى هَلْ في نداءِ الرُّوحِ وَحيٌ باقِ نَسْتلهمُ العَبَراتِ مِن رَيْحانهِ ليظلَّ يهتِفُ بالهَنا ميثاقي
يا واثقَ الخطوِ المُنيرُ شعورُهُ روحي فِداؤكَ .. لو فَكَكْتَ وَثاقي سَيَؤوبُ يَلتحِقُ الحُبورُ بركبِنا وَتَرفُّ لو أزفَ االخِتامُ مآقي وَنرى أساتيذَ الوصالِ كواكبًا نهديهمُ البَسَماتِ بالإبراقِ مُستذكرينَ أرائكَ الأملِ التي لا ريبَ تحملُ وَمضَةَ الآماقِ فاكتبْ فديتُك بالوَفاءِ مؤرّخًا وامنُنْ على المَلَكاتِ بالإطلاقِ تاللهِ أَمتَعْتَ القريضَ ولم تزلْ تَروي حِمى الأُدباءِ بالأشواقِ فعليكَ من وطنِ السَّلامِ تحيَّةً وَثناءُ أهلٍ ، وامتنانُ رفاقِ أجملتَ من فيضِ المكارمِ مُنشدًا فإذا الرياضُ تهيمُ بالإيراقِ
شكرًا لقلبِكِ يا رفيقةَ أحرفي وَلكلِّ ذي أدَبٍ طَريفٍ راقِ شكرًا لأحبابِ المُقام وَمَن بهم طابَ الحديثُ بأجملِ الأنساقِ وكذاك للخُلَصاءِ أصحابِ النُّهى إذ أرشَدوا الفُقراءَ للخلاَّقِ