لا بحـر سـواك
لا امرأة مثلك سيدتي
زنبقة تحمل كل أنين الأرض
من عمق الجرح تجيء
تحمل عبقا موجوعا
تتأبط وهجا لا يخرج إلا للحسناوات اللائي يتنفسن الحب
من حبق الكلمات يَجِئنْ
يرسمنَ بأحداق اللهفة سربًا من أطيار النورس
سربا مع كل صباح يتسامى
وهو يحلق فوق الغيم
ويؤطِّر للقادم من أيام العمر
أنشودة عشق أزلية
لا يحملها إلا حلم يسكن منذ البدء روايتها
لكن الزمن الموغل في الردة
لا يمكنه الإفصاح
***
لا امرأة مثلك سيدتي
تبني من كلمات الحب صروحًا
تتعانق حتى يرتويَ القلب الموجوع بماء الحلم
توقظ فينا جذوتنا
كي لا تنكسر الأرواح المدفونة فينا خلف الخوف
يا من غَمَرَت كل الأرض بكفيها
ماذا يصنع مثلي لو وقف الماء على قدميه ونادى
أين البحر ؟
وأنا أعلم أن لا بحر سواك
لا بحر يكون امرأة إلا انت
هل أصمت حتى ينقضيَ الحلم
أم أصرخ فيكم أين البحر
فلتخرج يا مركبيَ المسجون المجنون طويلا خلف الأسوار
قد آن أوان الماء
كي يرجع مكتظا بك
وترى أن امرأة واحدة
قد لفَّت كل الكون باصبعها
فانحاز الحلم لبهرجها
واغتسلت كل الأمواج بعينيها
فارجع مكتظا وَلِها
يا زنبقها
وتنفس ما شئت جنونا من روعتها
واكتب قافية حبلى
بهدير يبعث روحا في ضفتها
واجعل أحلامك تمشى عمرا
لا تحمل إلا وهجا
من فتنتها