من دفتري القديم
خذوا خبْزي وأعطوني جناحا
.................وبيعوا لي بأسمالي الرِّياحا
لأرحَلَ في الفضاءِ إلى فضاءٍ
............. بحجم الكوْنِ يمنَحُني انشراحا
وأسكنَ نجمةً فوقَ الثريّا
.................بعيدا لا جنوحاً أو جراحا
لأبني دولةَ الأحلامِ فيها
............... معَ الأخيارِ نملأُها صلاحا
نسيِّجُها بأحلامِ الغَيارى
..................ونزرَعُها أمانا وانفتاحا
وننثُرُ عدْلَها برّاً وبحراً
............. ونملأُ أرضَها خصباً مباحا
ننامُ على بساطٍ من صفاءٍ
............بفَيْءِ الدّوْحِ نفترشُ البطاحا
ونصحو كالفَراشِ على نداءٍ
........... لِديكِ الفجرِ ينشدُنا صِياحا
لنرْكَبَ بضعَ غيْماتٍ، نصلي
.........صلاةَ الطُُّهْرِ جمْعاً وارتياحا
ونتلو في رياض الحبِّ وِرْداً
.........وننْهلُ من نَدى الأزهارِ راحا
نطيرُ مع الطيورِ دُعاةَ خيْرٍ
...........ونبذرُ عطرنا شعرا رَباحا
ليهمي من سَحائبهِ كتابٌ
............نقيُّ الحرْفِ نرشُفُهُ قُراحا
ونجعلُ من سنابلهِ حياةً
.............تفيضُ بها بيادرُنا فَلاحا
حمائمُنا تسدُّ الأفقَ بيضا
........لتأوي في القلوب مُنىً مِلاحا
تُحلِّقُ في فضانا أغنياتٍ
.............وتشحنُها أمانينا كفاحا
فلا وَهْناً ولا حُزَناً نُعاني
.....ولا غيرَ الهُدى نبْغي سلاحا
لتتبَعَ خطْوَنا فجراً دروبٌ
.....إلى الأقصى نُعانِقُهُ اجتياحا