♤قرارُ الرّوح..♤
مِنْ نَزْفِ جُرْحِي وَحُزْنِ الْقَلْبِ لَمْ أَقُمِ
مَوْجُوعَةٌ.. سَالَ مِنْ حَرِّ الْأَذَى سَجَمِي..
لَمْ تَغْدُ رُوحِي عَلَى الْكِتْمَانِ قَادِرَةً
وَلَا نَوَى الصَّبْرِ أَوْ حَتَّى ذَرَا الْقَلَمِ..
أَيَا نَدِيمِي وَتَرْنِيمِي وَيَا رَنَمِي
يَكْفِي سَمَا الرُّوحِ لَطْماً زُجَّ بِالْأَلَمِ
جُرْحِي عَمِيقٌ، تَرَى عِنْدَ الْأَنِينِ لَهُ
فِي الصَّدْرِ نَاراً وَمَا تُضْوِي مِنَ الضَّرَمِ
مُرٌّ تَأَوَّبَنِي، ذُلٌّ تَأَبَّطَنِي
طُولاً وَعَرْضاً وَسُوءُ الْحَظِّ مُرْتَطَمِي
مَاذا اقْتَرَفْتُ ومَا وَصْمِي وَمَا تُهَمِي؟!
سِوَى أَدِيمٍ بِقَلْبِي قَدْ غَدَا وَصَمِي..
أَرْخِي وَرِيدِي وَأَسْقِي الضَّالَّ نَهْلَتَهُ
أَأْبَى لَهُ الضَّيْمَ مِنْ هَتْمٍ وَمِنْ قَتَمِ
قَلْبِي يَمُدُّ بِسَاطَ الرَّحْبِ مُغْتَبِطاً
يَهِلُّ، لَا الْخَاذِلَ الْمُرْتَجَّ مِنْ كَرَمِ
فَمَنْ أَتَانِي أَتَى نَدِّي وَمَدَّ يَدِي
عَذْبَ السَّقَاءِ وَمَحْصُورٌ لِكُلِّ ظَمِي
وَِإِنْ أُجِرْ فَبِطَبْعِي مَا أتَيْتُ بِهِ
زَهْواً، فَذَاكَ النَّدَى قَطْرِي وَمُتَّسَمِي
الْحَزْمُ عِنْدَ الْأَسَى نَهْجِي وَمُخْتَلَجِي
وَالسَّعْيُ وَالسَّكْبُ وَالْإِكْرَامُ مِنْ شِيَمِي
وَمَا ثَنَى دَفْقَ عَزْمِي لُؤْمُ مَنْ جَحَدُوا
وَإنْ رَمَتْنِي سِهَامُ الْغَيْظِ وَالْأَضَمِ
صِدْقُ الْوَفَا لَوْ تَنَحَّوْا لَسْتُ أحْذِفُهُ
نَبْضٌ تَدَلَّلَ فِي رُوحِي وَفِي دِيَمِي
رُوحُ الْوَفِيَّةِ إِنْ نَادَيْتَهَا حَدَقَتْ
تَدَفَّقَتْ وَسَقَتْ فِي السِّرِّ وَالْعَلَمِ
فَلَيْسَ يَنْفَحُ إِلَّا الْعِطْرَ زَهْرُ يَدِي
وَلَا يُضَمَّخُ إلَّا بِالشَّذَا قَدَمِي
يَا جَارِحَ الرُّوحِ وَالْأرْحَامِ مِنْ حَنَقٍ
مَاذَا زَرَعْتَ سِوَى الأَوْغَامِ وَاللَّغَمِ
كَيْفَ امْتِثَالُكَ عِنْدَ الرَّبِّ يَوْمَ غَدٍ
وَأَنْتَ في الْحُكْمِ لَمْ تَعْدِلْ وَلَمْ تَصُمِ
زِحْتَ الَّذِي كَانَ فِي الْوِجْدَانِ مَرْقَدُهُ
أجْهَضْتَ حَقِّي.. وَعَنْ شِقِّ الْحِسَابِ عَمِي
تَعِبْتُ مِمَّا أَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ حَدَجٍ
لِخَيْرِ مُنْقَلَبٍ عَنْ شَرِّ مُحْتَدِمِ
حُبّاً سَكَبْتُ.. فَكَانَ السَّكْبُ يَرْصُدُنِي
نَقْعاً لَدَيْهِمْ وَأَمْيَالاً مِنَ النَّدَمِ
صَعْبٌ عَلَيَّ بِأَنْ تَهْتَزَّ أَعْمِدَتِي
وَرُتْبَتِي فِي الْعُلَا صَلَّتْ وَنَبْضُ دَمِي
سَئِمْتُ مَا عُدْتُ أَخْشَى فِي النَّوَى ضَرَراً
أَوْ صِرْتُ أَرْضَى بِقُرْبٍ مِنْهُمُ زَخِمِ
مَا عُدْتُ أَهْتَمُّ أَوْ أَغْتَمُّ لَوْ قَصَفَتْ
عِنْدْ اعْتِكَافِي رُعُودُ السَّفْحِ والْقِمَمِ
مَا عَادَ لَغْيُ الْوَرَى هَمِّي وَمُلْتَهَمِي
أَوْ عَادَ يَعْنِي لِقَلْبِي مَنْ رَمَوْا قِيَمِي
دَنُّ التَّجَنِّي الَّذِي دَنَّى فَأَرْهَقَنِي..
مِنْ عُمْقِ بَالِي تَلَاشَى فَاغْتَشَى صَمَمِي
حَسْبِي جَحِيماً بِرَسْمِ الزُّورِ أَقْطُنُهُ
حَسْبِي ضِرَاراً وَبُهْتَاناً عَلَيَّ رُمِي
يَا قَلْبُ.. غَرِّيدَ أَحْزَانِي وَمَا بِدَمِي
تَنَحَّ عَنْ كُلِّ ذِي ضَغْمٍ وَذِي وَخَمِ
كَمْ مِنْ قَرِيبٍ وَجَارٍ كُنْتَ تَنْبُضُهُ
يُمْسِيكَ بَعْضَ انْتِسَابٍ مُعْدَمَ الشِّمَمِ
كَمْ غَصَّةٍ فِي الْحَشَا عَانَيْتَهَا فَبَدَتْ
ضَرِيرَةَ الْعَيْنِ قَدْ نَاحَتْ وَلَمْ تَلُمِ
وَكَمْ مَكَثْتَ مِنَ الْأَيَّامِ فِي صَمَمٍ
بَلَعْتَ رِيقَكَ عَنْ ظُلْمٍ وَعَنْ قَرَمِ
كَمْ قَدْ كَتَمْتَ مَرَارَ الْقَمْعِ عَنْ مَضَضٍ
لَكِنْ هُرَاءَ بُلُوغُ الشَّمْسِ وَالسُّدُمِ
هُطُولُ صَبْرِكَ مَهْمَا صَبَّ لَيْسَ لَهُ
مَعْنىً لَدَيْهِمْ وَإِنْ يَرْكَعْ وَإِنْ يُقِمِ..
وَفَيْضُ حُبِّكَ مَهْمَا صَارَ لَيْسَ بِهِ
شَذاً بِقَلْبِهِمُ.. فَارْحَلْ وَقِلْ عَشَمِي
إِنِّي لَقِيتُ بِعُمْقِ الْعَيْنِ إِنْ نَظَرُوا
مَقْتاً دَفِيناً وَبَوْناً بَادِيَ السَّنَمِ
في اللَّغْوِ صِرْتَ تَرَى عِنْدَ الْمُزَاحِ لَهُمْ
تَسْرِيبَ دَسٍّ كَدَسِّ السُّمِّ فِي الدَّسَمِ
أَبْدَى تَلَكُّؤُهُمْ عَصْلاً يُتَرْجِمُهُمْ
وَالْعَصْلُ فِي الْحِسِّ لَيْسَ الْعَصْلُ فِي الْقَدَمِ
سَلَّ الْقِلَى كُلَّ مَنْ فِي الصَّفْوِ كُنْتَ تَرَى
وُجُودَهُمْ بَيْنَ مُهْتَمٍّ وَمُنْسَجِمِ
لَا أَدْرَكُوا قَدْرَ إِخْلَاصِي وَلَا حَفِظُوا
مَا قَدْ مَضَى مِنْ ذُرَى الْإِكْرَامِ وَالدِّيَمِ
أَهْوَى وِصَالَهُمُ لَوْ ذَاكَ مَا سَأَلَتْ
رُوحِي عَلَيْهِمْ بِنَبْضِ الشَّوْقِ وَالْحُلُمِ..
اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ النَّفْسَ تَعْشَقُهُمْ
تَفْدِيهِمُ الرُّوحُ إنْ بَاتُوا بِلَا لُجُمِ
لَكِنَّهُ حِينَ تَعْمَى النَّفْسُ تَغْرِفُ مِنْ
طِلِّ الْوَرَى مَا يُعَلِّي الضَّرَّ بِالوَرَمِ
فَمَا مَلَكْتُ لَهُمْ جُهْداً وَلَا هِمَماً
وَلَا حُلُولاً تُنَحِّي الْقِيلَ بِالْقَسَمِ
لَوْ تَسْتَطِيعُ دُمُوعُ الْعَيْنِ تَبْرِئَتِي
لَصَبَّتِ الْعَيْنُ سَيْلاً غَيْرَ مُنْفَصِمِ
وَهْمٌ إِذَا قُلْتُ يَنْسَى حَرَّ مَا فَعَلُوا
قَلْبٌ تَلَظَّى مِنَ التَّنْغيصِ وَالْحِمَمِ
إِنْ رَاحَ مَنْ رَاحَ عَنِّي مِنْ تَظَلُّمِهِ
ظُلْماً، فَكُلُّ سُيُولِ الظُّلْمِ فِي الرُّدُمِ
يَا رُوحُ لَا تَأْمَنِي مَنْ فِي الْهَوَى كَذِبُوا
شَاقُوا وَلَمْ يَصْدُقُوا مِنْ سَالِفِ الْقِدَمِ
اَلْحُبُّ تَرْنِيمَةٌ بِالْقَلْبِ نُدْرِكُهَا
وَالْبُغْضُ فِي الْعَيْنِ قَدْ يَدْوِي بِلَا كَلَمِ
لَنَا فُصُولٌ مِنَ الْإِدْغَامِ مُجْهَدَةٌ
عَدَّتْ مَرَاحِلَ مِنْ بَذْلٍ وَلَمْ تَسُمِ
يَا وَيْحَ قَلْبِي وَيَا ذُلِّي وَيَا وَرَمِي
إِلَى مَتَى يَسْكُنُ الْإِعْصَارُ رَجْفَ فَمِي
مَا انْفَكَّ يُنْعِشُهُمْ بِالْعِطْرِ نَفْحُ يَدِي
حَتَّى نَفَوْنِي بِحَدِّ اللُّؤْمِ وَاللُّمَمِ
مَاذَا دَهَانِي.. وَفِكْرِي مِنْهُمُ وَدَمِي
وَمَا مَضَى وَوَتِينُ الْقَلْبِ فِي رَغَمِ!!!؟
مَا نَفْعُ قُرْبِيَ وَالْأَوْجَاعُ تَنْسُفُنِي
وَلَا سِوَى بَدَنِي يَنْهَارُ فِي السَّقَمِ
لِي عَنْ لُقاهُمْ مِنَ الْأَحْبَابِ أَرْوَعُهُمْ
مَا كُلُّ كَفٍّ تُشِبُّ النَّارَ فِي الطَّرَمِ
فَفِيمَ أُبْقِي لَهِيبَ النَّارِ مُتَّقِداً
وَفِيمَ تَبْقَى يَدِي تَرْتَجُّ فِي الْعَتَمِ
وَمَا اصْطِبَارِي عَلَى التَّنْكِيلِ أَبْلَعُهُ
مُرٌّ.. إِذَا نِمْتُ عِنْدَ الْكَظْمِ لَمْ يَنَمِ
وكَيْفَ أَبْقَى بِجُحْرِ الذُّلِّ قَابِعَةً
وَحُرَّةُ النَّفْسِ تَأْبَى الذُّلَّ فِي النَّسَمِ
يَا مُبْحِرَ الصَّبْرِ يَا صَابِي ويا وَصَبِي
قَدْ حَانَ بَثْرُ الْأَذَى بِالصَّرْمِ وَالصَّلَمِ
إِنِّي وَإِنْ غَفَرَتْ رُوحِي إِذَا قُصِفَتْ
لَأَنْسَفَنَّ الَأَسَى جَهْدِي بِلَا سَأَمِ
كَلَّا وَلَا كُنْتُ بَعْدَ الْيَوْمِ في وَجَعٍ
أَنُوحُ عِنْدَ ارْتِجَاجِ الْجُرْحِ وَالثُّلَمِ
عَاهَدْتُ نَفْسِي بِأَنْ يَضْحَى النَّوَى سَدَمِي
إِلَى فَضَاءٍ سَمَا عَدْلاً بِلَا تُهَمِ
أَنْ لَا أَكُونَ إِذَا هُمْ خَلْخَلُوا بَدَنِي
كَفَرْخَةٍ رِيشُهَا قَدْ سُلَّ مِنْ وَرَمِ
فَلَنْ أُبَالِي إِذَا نَمُّوا أَوِ افْتَرَشُوا
ثَوْبَ الضَّغِينَةِ ذَاكَ الْأَمْرُ مِنْ عَدَمِ
لَعَلَّهُ فِي السَّمَا خَيْرٌ تَعَمَّدَنِي
وَعِنْدَ صَهْوَتِهِ ضَرْبٌ مِنَ الْحِكَمِ
يَا قَلْبُ صِلْ واخْتَصِرْ فِي الْبُعْدِ جُبْ نَغَمِي
وَاسْجُدْ وَقِمْ وَاحْتَسِبْ بَرِّئْ وَزِحْ أُدُمِي..
دَنْدِنْ رَحِيلَكَ لَا قَهْرٌ وَلَا كَدَرٌ
وَاجْعَلْ لُحُونَكَ فِي سِلْمٍ وَفِي سَلَمِ
سِرْ فِي رِعَايَةِ مَنْ أَهْدَاكَ رَحْمَتَهُ
وَاشْدُدْ خُطَاكَ وَذِكْرُ اللهِ فَاعْتَصِمِ
فَمَا تُرَمَّمُ قَاعُ الْعَيْنِ إِنْ فُقِئَتْ
وَمَا تُقَوَّمُ أَحْوَالُ الْهَوَى الْبَشِمِ
عُصَارَةُ الْقَلْبِ قَدْ بَاتَتْ عَلَى سَفَرٍ
في غَيْهَبِ الْبُعْدِ وَالتِّرْحَالِ وَالصَّمَمِ
وَدَّعْتُ مَا بِقَفَا الدُّنْيَا فَوَدَّعَنِي
هَمٌّ وغَمٌّ وَمَا فِي الصَّدْرِ مِنْ غُمَمِ
هَذِي شُجُونٌ بِحَرِّ الظُُلْمِ قَدْ رَقَصَتْ
عَلَى الْجِرَاحِ وَلَمْ تَهْدَأْ وَلَمْ تَرُمِ
شَرُّ الْبَلِيَّةِ مَا يُمْسِيكَ مَهْزَلَةً
تَضْحَى بِمَا فِيكَ مِثْلَ الْقَشِّ فِي الْحُطَمِ..
شَمْسُ الْعَشِيِّ غَفَتْ وَالْحَالُ يَنْظُمُنِي
عُكَاظ حَرْفٍ تَقَفَّى مِنْ فَمِي وَدَمِي
#صباح تفالي
البحر البسيط
مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ
مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ