|
ردّي عليَّ نضارتي ، لا تسمعي |
إلا صَدى ذكرى أقام بأضلُعي |
وتفكّري بالممتعاتِ ، فللصِّبا |
شذراتُ أنسٍ تستظلُّ بأدمعي |
طوفي على عَبقِ الزَّمانِ كريمةً |
ولكلِّ حادثةٍ هناكَ استرجعي |
وتوضَّأي بندى المباهج .. هزَّها |
وردُ الحدائقِ ، فاستُثيرت أربُعي |
يا سُدَّةَ النَّفحاتِ يا مَغنى الهَنا |
يا مَن إلى رؤياكِ حنَّ تورُّعي |
هل كنتِ تسترقينَ شجوَ رفاهتي |
أم جادَ غيثٌ في اللقاء الأروعِ |
أم زاحمتْ لحظاتِ قلبي زورةٌ |
أم أزبدتْ عِبرُ النَّشيجِ فما أعي |
أم شاءت الأقدارُ أن تطوي الغِنى |
فِكَرُ التنائي يا فؤادَ " الأصمعي "؟ |
من ثلَّةٍ رُزقوا الضَّمائرَ حيَّةً |
فمآثرُ الأجيالِ زادُ المبدعِ |
ولكم تطيبُ مع المروءةِ أنفسٌ |
لمّا سقى الأعماقَ صفوُ المنبعِ |
فالرُّوحُ مرموقُ البيانِ يمدُّها |
والصبحُ يلهجُ بالجمالِ الأروعِ |
حتى إذا العِرفانُ مدَّ جناحَهُ |
في الأفقِ طابتْ غايةُ المتضلّعِ |
هو هكذا مجدُ الحضاراتِ الذي |
يهوى البُناة وكلَّ وافٍ ألمعي |
يُهدي الفراتين الصَّفاءَ .. وينتخي |
للأكرمينَ يراعُهُ ، لم يدَّعي |
هذا " شِهابٌ " ، ذي " جنانٌ " حولها |
تلهو البراءةُ في وشاحِ الخشَّعِ |
وهناكَ " سَعدي " ثم " شمسي " أرَّخا |
لمكارمِ الأخلاقِ حُسْنَ المطلعِ |
و " نهوضُ " معْ " فردوسِنا " معَ " شاكرٍ " |
وكذاك " ناجي " ، " حامدٌ " في المجمعِ |
" لمياءُ " أو " وجدانُ " أو " سحرُ " البها |
و " سناءُ " أو " أسماءُ " في لغتي معي |
واذكرْ صلاحًا ما تناهى فضله |
من آل نوري ذي الوصال الأرفعِ |
تبقى المشاعرُ للبقيِّة تزدهي |
لو مسَّ نسيانٌ ركابَ مودِّعِ |
إن كنتُ بالتصريح أرفعُ سيرتي |
أو لاح بالتلميح بَوحُ المقطعِ |
أو قيل بالترميز يُبدع رسمَه |
فظلالُ معناها تشنِّف مَسْمعي |
يا ملتقى الأحبابِ يا لمُعَ الدُّنا |
هذا أنا الشلال ، عنّي فاسمَعي |
وتذكّرينا حين يعدو ركبُنا |
ردي عليَّ نضارتي ... لا تسمعي |