|
غَادَرتُ ليلًا .. قبل ، بعد العَاشِرَةْ |
لا شك .. خَانَتْنِي هُنَاكَ الذَّاكِرَةْ |
لَكِنَّنِيْ .. ما زِلتُ أذْكُرُ أنَّنِيْ |
غَادَرْتُهَا قبل انْطِلاقِ الصَّافِرَةْ |
وَتَرَكْتُهَا في حَالَةٍ يُرْثَى لها |
إنَّ الوَدَاعَ لَطَعْنَةٍ بِالخَاصِرَةْ |
وَدَّعْتُهَا وَأنَا أُكَفْكِفُ أدْمُعِيْ |
مُتَأثِّرًا بِدُمُوْعِهَا المُتَنَاثِرَةْ |
فَجَلِيْسَ حُزْنٍ لا أنِيْسَ مَسَرَّةٍ |
وَنَدِيْمَ غَــمٍّ في صَمِيْمِ الدَّائرَةْ |
وَالليلُ حَوْلِيْ لِلْجَبِيْنِ يَتُلُّنِيْ |
والرُّعْبُ يَشْحَذُ بِالسُّكونِ خَنَاجِرَه |
وَرَوَائحُ القَتْلَى تُحَاصِرُنِيْ وَمِنْ |
حولي بَقَايَا أعْظُـمٍ مُتَنَاثِرَةْ |
وَدَّعْتُهَا وَالحُزْنُ يَعْصِرُ مُهْجَتِيْ |
وَالقَهْرُ يَنْشبُ في الفُؤادِ أظَافِرَهْ |
وَدَّعْتُهَا بِنَزِيْفِ عَيْنٍ لا تَرَى |
إلا طريقًا يَنْتَهِيْ بالآخرة |
قَدَّتْ قَمِيْصِي عِنْدَهَا ، لَكِنَّهَا |
لَيْسَتْ على سِجْنِي بِتِلْكَ القَادِرَةْ |
وَخَرَجْتُ مِنْ بَابِ السَّلامِ مُخَلِّفًا |
بِالسَّبْعَةِ الأبْوَابِ ذِكْرَى عَابِرَةْ |
إنْ تَسْألُوْنِيْ مَنْ زُلَيْخَا ، إنَّهَا |
إنْ لَمْ تَكُنْ هِيْ فَهْيَ أُخْتُ القَاهِرَةْ |
وَدَّعْتُهَا وَالشَّوْقُ يَرْسِمُ عَوْدَةً |
أُخْرَى على جُثَثِ القوى المُتَنَاحِرَةْ |
أنَا ثَائرٌ .. وَبِدَاخِلِيْ مَنْظُوْمَتِيْ |
قَلَمِيْ وقرطاسي ، حُرُوْفِيْ الثَّائِرَةْ |
سَأعُوْدُ بِالتَّحْرِيْرِ .. عَوْدَةَ عَاشِقٍ |
وَهَبَ القَنَابِلَ لِلهَدَايَا الفَاخِرَةْ |