|
كلّ القَرَارَتِ تحت النَّعْلِ بِالرَّقَمِ |
عَنْ مُفْلِسِ الأمْنِ أوْ عَنْ سَوْءَةِ الأُمَمِ |
أطَلْتُ بَحْثًا ، وَبعــد البَحْثِ مُجْتَهِدًا |
وَجَدْتُ أرْفَعَ بَنْــدٍ لاقَ بِالرِّمَـمِ |
يا مُقْلِقَ الأمْنَ في صَنْعَاءَ ، هَلْ فَشِلَتْ |
آلاتُ أمْنِكَ ، أمْ آلَتْ إلى النِّقَـمِ |
صَنَعْتَ مِنْكَ أمِيْنَ الأوْصِيَاءِ على |
أمْنِ الشُّعُـوبِ ، وَتَبْدو غَيْرَ مُلْتَزِمِ |
سكّيْنُ صَمْتِكَ يا رَاعِي طُفُـوْلَتِنَا |
تُهَـدِّدُ النَّسْـلَ في صُلْبٍ وَفي رَحِمِ |
لَمْ تَرْعَ كَالرُّعْبِ بِالإعْرَابِ عَنْ قَلَقٍ |
وَلَمْ تُرَعْرِعْ سوى الإرْهَابَ بِالأَمَمِ |
لا يُرْفَعُ الضَّيْمُ فِيْ إيْوَانِ مُرْتَزِقٍ |
أوْ يُدْفَعُ الظُّلْمُ فِيْ دِيْوَانِ مُنْهَزِمِ |
مَنْ يَفْقِد السِّـلْمَ لا يُعْطِ السَّلامَ ، وَإنْ |
تَفَقَّـدَ الذِّئبُ أمنَ البُهْمِ في البُهُمِ |
لَمْ تَحْمِ في الشَّرْقِ إلّا كُلَّ مُتَّجِرٍ |
بِالفَقْرِ وَالجَهْلِ وَالتَّجْوِيْعِ وَالوَصَـمِ |
بلى حَمَيْتَ ، وَلَكِنْ أمْنَ عَاهِـرَةٍ |
وَعَرْشَ قَادِمَـةٍ مِـنْ مَعْقِـلِ الوَخَمِ |
مَنْ أنْجَبَتـْكَ سِفَـاحًا بَيْنَمَا انْتَبَذَتْ |
مَسْرَى الرَّسُوْلِ ، وَسَدَّتْ مَدْخَلَ الحَرَمِ |
مَا أكذبَ الحِرْصَ حِرْصَ الأدْعِيَاءِ يَدٌ |
تَرْمِيْ إلى السِّلْمِ وَالأخْرَى إلى السَّلَمِ |
كَفَى بِدِسْتُوْرِ (بُوْلِ بْرَيْمَرٍ) مَثـلًا |
لِلْسَّحْلِ وَالسَّلْبِ وَالإفْلاسِ في النُّظُمِ |
قَرَارُ صَنْعَـاءَ مَعْقُوْدٌ بِحِكْمَتِهَا |
في السِّلْمِ بِالحِبْرِ، أوْ في الحَرْبِ بِالحِمَمِ |
قُلْنَـا ، وَ قُلْنَـا ، وَمَازِلْنَا نُـرَدِّدُهَـا |
صَنْعَاءُ لَيْسَتْ مِنَ الخُدَّامِ وَالحُشُـمِ |
إنْ لَـمْ تَعُوْهَا بإذْنٍ وَهْيَ مُصْغِيَـةٍ |
غَـدًا تَعِيْ الأذنُ بَعْدَ الصَّفْعِ بِالصَّمَمِ |
مَنْ نَحْنُ؟، نَحْنُ كِرَامٌ ، لا يُجَاهِلُنَا |
إلا لَئيْـــمٌ، سَفِيْهٌ، غَيْرُ مُحْتَرمِ |
نَحْنُ اليَمَانُونَ لا تُحْصَـى مَنَاقِبُنَــا |
أهْلُ المُرُوْءةِ ، شَعْبُ الفِقْهِ وَالحِكَمِ |
كُلُّ الحَضَارَاتِ حَدْرٌ مِنْ حَضَارَتِنَا |
وَالأصْلُ مُنْبَثِقٌ دُوْمًا مِنَ العَـدَمِ |
حَضَارَةٌ شَهِدَ الطُّوْفَانَ مَوْلِدُهَا |
ألْفِيَّةُ السَّبْقِ ، لَمْ تُسْبَقْ ولمْ تُسَمِ |
فَيْ حِجْرِهَا وَجَدَ التَّارِيْخُ مَوْلِدَهُ |
فَأرْضَعَتْهُ حَلِيْبًا كَامِلَ الدَّسَــمِ |
صُرُوْحَ مَجْدٍ يَمَانِيٍّ مُمَرَّدَةً |
مِنَ القَوَارِيْرِ ، لا تُبْنَى على عَقَـمِ |
وَمَا أتَانِيْ بِهَا عِفْرِيْتُ قَافِيَتِـيْ |
عِلْمٌ مِنَ الآيِ عَنْ بَلقِيسَ أَو إرَمِ |
وَهَلْ (مَعِيْنُ) سـوى إحْدَى مَمَالِكِنَا |
وَحِمْيَرُ المَجْـدِ وَالتَّـارِيْخِ وَالكَرَمِ |
نَحْنُ اليَمَانُونَ ، مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا |
على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَمِ |
شَعْبُ العَقِيْقِ ، بَلِ العِقْيَانُ مَعْـدِنُنَـا |
وَلِلـزُّمُـرِّدِ ما المَكْنُـونُ في الخِيَـمِ |
نَحْنُ الرِّجَالُ رِجَالُ الحَرْبِ غَزْوَتُنَا |
كَالأُسْدِ فِي الغَابِ، لا كَالبُوْمِ في الظُّلَمِ |
لَمْ نَحْنِ ظَهْرًا لِجَـلَّادٍ ، وَلا سَجَدَتْ |
جِبَاهُنَا ، لا لإرْهَابٍ وَلا صَنَمِ |
وَلا اسْتَبَاحَتْ جُيُوْشُ الغَزْوِ بيْضَتَنَا |
وَلا دَفَعْنَا خَرَاجَ النّفْطِ لِلْعَجَمِ |
وَبِالرِّسَـالَةِ آمَنَّـا ، وَما فَتَحَتْ |
غَيْرُ الرِّسَالَةِ في صَنْعَاءَ مِنْ أجمِ |
بلى سَجَدْنَا ، رَأيْنَا الشَّمْسَ شَامِخَةً |
شُمّ الأنُوْفِ دَحَضْنَا الجَهْلَ بِالشَّمَمِ |
وَكُنْتَ تَصْنَــعُ رَبًا ، ثُمَّ تَأكُلَهُ |
يا صَاحِبَ القَاعِ أنْصِفْ صَاحِبَ القِمَمِ |
يا صَاحِبَ المَبْدَأ الأدْنَـى ، مَبَادِئُنَا |
تأبى التَّرَبُّــعَ ، إلا قِمَّةَ الهَرَمِ |
إنَّا رِجَالُكِ يا صَنْعَاءُ ، أضْعَفُنَا |
في الحَرْبِ أعْنَفُ مِنْ غَارَتِ مُقْتَحِمِ |
مِنْ (فَجِّ عَطَّانِ) قَدَّيْنَا صَلابَتَنَا |
وَمِنْ صُمُودِ الصُّخُوْرِ السُّوْدِ في نِقَمِ |
هَيْهَاتُ يَحْكُمُنَـا غَازٍ وَطَاغِيَةٍ |
وَلَوْ غَدَتْ جُثَثُ الأحْرَارِ كَالرَّكَمِ |
ماذا تَظُنّـُونَ أنَّا فَاعِـلُـوْنَ بِكُمْ |
يا مَنْ تَضنُّوْنَ عَنْ صَنْعَا بِقَوْلِ عِمِيْ ! |
ما ظَنُّكُمْ بِأرَقِّ النِّاسِ أفْئــدَةً |
ما عُذْرُكُمْ لأولِيْ بَأسٍ ، أولي هِمَمِ ! |
أفْعَالُنَا الوَرْدُ كَالأقْوَالِ مَا كَذَبَتْ |
وَإِنَّمَا الصِّدْقَ عَنْ حُبٍّ وَعَنْ كَرَمِ |
بَلَى هي النَّارُ بِالآجَالِ نَقْـذِفُهَا |
متى العَـدوُّ أرَادَ الانْتِحَارَ دُمِيْ |
إذَا افْتَخَرْتُمْ بِذِيْ دِيْنٍ وَذِيْ نَسَبٍ |
فَنَحْنُ ، لِلَّهِ قُــوْلُوْهَا وَلِلشِّيَـمِ |
مِنْ قَصْرِ غَمْدَانِ أُهْجو كُلَّ إمَّعَـةٍ |
مِنَ السَّلاطِيْنِ ، أهْجُو كُلَّ مُنْهَزِمِ |
أهْجو كِبَارًا ، وَلَكِنْ لَسْتُ أعْرِفَهُمْ |
إلّا صِغَارًا كَذَرٍّ فَوقَهُ قَدَمِيْ |
مَنْ بِالجَمَاجِمِ يَبْنُوْنَ القُصُورَ على |
شَوَاطِئِ الدَّمِ في سَهْلٍ وَفي أكَمِ |
تِيْجَانُهُمْ قُطِّعَتْ مِنْ نَارِ شَهْوَتِهِـمْ |
فيما وَرَاءَ عُرُوْشِ العَارِ وَالتَّخَمِ |
هُمُ الرِّجَالُ على الشَّاشَاتِ تَحْسَبُهُمْ |
وَهُنَّ بَعْضُ إمَاءِ الغَرْبِ وَالحَشَمِ |
مَنْ يَلْبَسُـوْنَ نِعَالًا لا تَسِيْرُ بِهِمْ |
إلّا انْحِـدَارًا إلى مُسْتَنْقَــعِ الوَحَمِ |
وَيَرْتَـدونَ ثِيَابًا لا خُيوْط لَهَا |
إلا الوَفَاء لأَهْلِ العَيبِ والعَجَـمِ |
غَطُّوا بِهَا سَوْءَةَ الأجْسَادِ فَانْكَشَفَتْ |
سَوْءاتُ أحْلَامِهِمْ في أسْوَأ القِمَمِ |
مَنْ يَعْقِـدُوْنَ لِتَمْكِيْنِ العِدَى قِمَمًا |
وَيَقْعُدُوْنَ إذا سَهْمُ الجِهَادِ رُمِيْ |
وَمَنْ يُدِيْرُوْنَ لِلأقَصَى ظُهُوْرَهُمُ |
لا مَنْ يُرِيْدُوْنَ تَحْرِيْرًا وَلَوْ بِفَمِ |
هُمُ المُلوكُ وَإسْرَائيْلُ تَمْلِكُهُمْ |
مِنْ فَرْوَةِ الرَّأسِ حَتَّى أخْمَصِ القَـدَمِ |
لا يَعْدِلونَ إذَا أعْرَاضُهِمْ هُتِكَتْ |
وَلا حِذَاءَ الَّتِيْ لَاذَتْ بِمُعْتَصِمِ |
لَمَّا اتَّخَـذْنَا شِعَارَ ( القُدْسُ مَوْعِدُنَا ) |
تَتَبَّعُـوْنَا بِأطْنَانٍ مِنَ التُّهَمِ |
يُدَعِّشُوْنَ فَرِيْقًا ، يَقْطَعُوْنَ يَدًا |
أخِرَى تُقَاوِمُ جَيْشَ الغَاصِبِ القَزَمِ |
وَيَقْتُلُوْنَ فَرِيْقًا قَتْـلَ مَصْلَحَـةٍ |
وَيَنْقُلُوْنَ فَرِيْقًا ــ نَقْــلَ مُتَّهَمِ |
بِالنِّفْطِ وَالمَالِ يَحْمُوْنَ العُرُوْش، ولا |
تُعْطَى القَرَابِيْنُ إلا عَنْ يَدٍ بِدَمِ |
لَهُمْ جُيُوْشٌ ، وَأمْوَالٌ ، وَأسْلِحَـةٍ |
لِكِنَّهَا في سَبْيِل اللهِ كَالعَــدَمِ |
عُذْرًا إليْهِمْ !، لِمَاذَا الاعْتِذَارُ ، وَهَلْ |
يَبُوحُ إلا بِهَجْوِ السَّـاقِطِين فَمِي |
جَرَحْتُهُمْ ؟ ، رُبَّمَا أنِّي فَعَلْتُ ، إذَنْ |
تُدْمِي الإصَابَةِ عَنْ مَنْظُوْمَـةِ الألَمِ |
ماذا ، أأمْدَحُهُمْ خَوْفًا وَتَرْضِيَةً! |
لا، والذي كَرَّمَ الإنْسَانَ في الأُمَمِ |
مَنْ يَقْتِل المَدْحَ في شِعْرِي فَلَيْسَ لَهُ |
إلّا الهِجَاءَ، بلا خَوْفٍ ولا نَدَمِ |
لأقْطَعَنَّ لِسَانِيْ قَبْلَ تَعْرِيَتِيْ |
مِنَ المَبَادِئِ وَالأعْرَافِ وَالقِيَـمِ |
كَسْرُ الكَرَامَةِ زَلَّاتُ اللِّسَانِ ، وَلا |
تُؤبّــِدُ الكَسرَ إلا زَلَةُ القَلَمِ |
إذا التَّصَعْلُكُ يَعْنِيْ اللّاسُجُودَ لَهُمْ |
فَاعْلَمْ بِأنِّيْ أنَا الصَّعْـلُوْكُ مِلْءَ دَمِيْ |
يَكْفِيْ الصَّعَالِيْكَ فَخْرًا أنَّهُمْ كَفَلُوْا |
حُرِّيَّةَ الرَّأْيِ لِلأَسْيَادِ وَالخَدَمِ |
سَلامُ رَبِّيْ عَلَيْهِمْ أيْنَمَا مَكَثُوا |
ولا سَلَامُ على جِيـلٍ مِنَ البُكُمِ |