خَيْطان من أثر الوَساوس ما أرى
.......................النّورُ في قلبي يُناورُهُ العَرا
في الليلِ أقرأ ما تيسِّرَ من رُؤىً
......................تُتلى عَليَّ وَتستعيرُ الأسْطُرا
خيْطٌ به العيْنانِ في غَسَق الدُّجى
...................يزدادُ وَهجُهُما فيصرفُ مُنكَرا
وبياضُ خيْط الصُّبْحِ يشرحُ ومْضُهُ
................لوْنَ الدخانِ إذا تسامى في الذُّرا
اليومَ تشتبكُ الخيوطُ وترتدي
.......................ألوانَ إفكٍ سافِرٍ لا يُشتَرى
لِتبُثَّ مِنْ رَمَد العيون كآبةً
...............وَتصيبَ منْ عَبَث السّرابِ تنَمُّرا
رغمَ انهِمار القهرِ ذَلَّ سَرابُها
...................ما نالَ من قلبِ البَصير توَتُّرا
سبْعونَ - أو تسعونَ - من غسَق الدُّجى
..........غزْت الزَّمانَ وَفَتّ في العَضُد المِرا*
"إثمُ القرونِ" بدا يُسَوِّقُ مَكْرَهُ
....................وَأراهُ يبْني في العقولِ مُعَسْكَرا
وَجنودُهُ بين الغُثاء تَحشَّدوا
........................ بعُيونِهُ تحتَ الجلودِ تنَكَّرا
بعد انهِدام السورعاثَ "حِصانُهُ"
.....................شغباً وَهرْوَلَ حشوُهُ مُتبخْتِرا
لكنَّ أسْداً في الحِصار توثّبوا
..................فإذا العُلوجُ على شَفير القَهْقرى
وإذا العُواءُ مَع النُّباحِ بلا صَدىً
....................وإذا الزَّئيرُ يَدكُّ أجْفانَ الكَرى
فإذا القُرونُ تَشابَكتْ حتى بَدتْ
.........في صفعة القرن انغماساً في الـ (....)
* المراء.