هَبْ ما استطعتَ من الكلام الطيِّبِ
هُوَ كالشفاءِ سبيلُ بُرْءِ المتْعَبِ
و ابذل و كُنْ مثل السخاءِ نُدُوّةً
و احرص على سعي المكارم و اصحَبِ
لا يعدِلُ الإحسانَ بِرٌّ فاجتهِدْ
نِعْمَ السلوكُ و نعم فضْلُ المذهبِ
و اخفض جناحك للذي بك يحتمي
و امنحْ له بالرحب فوقَ المطلبِ
لا تنتخِبْ إلا الترفُّقَ سيرة
إن الترفُّقَ خلَّةُ المتغلِّبِ
و هوى النفوس إذا هوى لك خُصَّهُ
قصوى المودّةِ و الحنان و قرِّبِ
في الحفظ قلبٌ برّه مُتيسّرٌ
بسماحة يُسدي الندى و تأهُّبِ
و التّوقُ في ليل الجفاء يحثُّه
و يقوده نحو العطاء المُطنِبِ
فيه المروءة أثمرت رغَد المنى
تُسدي الغياث بكل قفر مُجْدِبِ
تحظى به الأيامُ زهرة حظِّها
و يرى مهيضُ الجُنْحِ كل تحبُّبِ
و به على البؤساء ينهمر الندى
ليفيض بحرا مِنْ تَعافٍ مُعْرِبِ
فإذا سُئِلْتَ من النوال فَجُدْ به
و إذا دُعيتَ ليوم غوثٍ.. رَحِّبِ
و ابسُطْ بياض الكفِّ و اعتنقِ السنا
و اجعله دربا للسعادة و اكسبِ
لا يذهبُ المعروف بين محامدٍ
لوْ كلُّها ذهبتْ سُدىً لم يذهبِ