السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اود ان اقدم خالص الشكر لأخي الكريم الأستاذ سعد الحامد على تفضله بتكريمي في هذا اللقاء
ثانيا أود أن اعتذر على عدم تواجدي في ذلك الوقت الذي حددناه وهو بعد عصر اليوم
لظروف خارجة عن ارادتي ومجبر عليها
*من هو وماهي سيرة محمد ذيب الشاعر المبدع والإنسان، وحبذا لو زودتنا عن النشأة؟
سؤال تعريفي جميل ولو دخلنا في كامل التفاصيل لأخذ مني ذلك مساحات طويلة
ولهذا سأمر على مراحل الحياة التي عشتها وكونتْ شخصيتي البسيطة
ولدت لأبوين بسيطين يحبان الحياة في قرية من قرى فلسطين واسمها " بديا "
والتي أخذت اسمها من " البَدْ " وهو المكان الذي يتم به عصر الزيتون
واستخراج الزيت قديما .. بديا هي من اكبر قرى فلسطين بعدد اشجار الزيتون
المُعمِّر والذي يسميه الناس " زيتون رومي "وكانه عاش منذ عهد الرومان
أما طفولتي فقد كانت لا تختلف عن طفولة اي طفل من ابناء القرية ..طفولة
بسيطة جدا ملاعبها الحارات وتسليتها من قصص الجدات
, كبرتُ ودخلت المدرسة ولأن والدي لم يدخل المدارس متعلما كان حريصا
على رؤية ما أتعلمه من دروس منذ البداية وعرفت بعد ذلك منه انه كبر معي
وتعلم القراءة كما تعلمت وقد اخبرني بذلك حين كبرت وكان يُحضر لي كل ما
يقع تحت يده من كتب اكبر مني ومن قدراتي سواء كانت قصة او كتاب مدرسي
او مجلة حتى كان الصف الرابع الابتدائي ..
****
في ذلك العمر كنت اكتب مواضيع الانشاء " التعبير" بعدد كبير من الصفحات
وكان ذلك يدهش معلمي ويعبر لي عن دهشته بدعوتي امام الطلاب ليريهم ما كتبت
ومع التقدم الدراسي بدأت اهتم بالشعر ربما نتيجة وقوع مخطوطة من الشعر لأحد ابناء
العمومة الأكبر مني كثيرا وكنت اتغنى بها ..
كم اعجبتني تلك المخطوطة حتى انني كنت باستمرار احاول ان اكتب على نمطها وما كتبته
آنذاك كنت اسميه شعرا وادعي اني اصبحت شاعرا ولا زلت احتفظ بها حتى اليوم .
كما انني وفي السنوات التي تلت امتلكت راديو ترنزستور صغير وكان هذا اجمل هدية من
خالتي رحمها الله حيث كنت استمع واستمتع بما يقدم من الاغاني السائدة في ذلك الوقت واكثر
ما كان يشدنب اغاني أم كلثوم التي حفظت اغلب اغنياتها عن ظهر قلب والتي كنت ادندنها
وأضع بعض المفردات التي تغيب عني من راسي بدلا التي اكون قد نسيتها من نص الاغنية .
وما ان وصلت الصف الثالث الاعدادي حتى كتبت اول قصيدة أُعجب بها مدرسي جدا وفي
ذلك العام نشرها لي في جريدة القدس ووجدت تشجيعا كبيرا من كل من قرأها
وكنت اراني بين الطلاب في ذلك الوقت قد ملكت الدنيا بكتابتها ونشرها وكم كنت اتفاخر بذلك ..
كما أنني اذكر في ذلك العمر أنَي وبضعة طلاب .. وصل عددهم الى خمسة ..
من ابناء جيلي عملنا ما اسميناه " نادي الشجرة" وكان عبارة عن غرقة بها مكتبة بسيطة وطاولة
تنس واصدرنا مجلة كنا نكتبها باليد وكانت مواضيعها قصصا من محيلتنا او ما كنا نسميه شعرا
أو مواضيعا مقتبسة من مجلات واهمها مجلة العربي الكويتية وكنا نوزعها بيننا ونتفاخر بها ..
تلك الطاولة كانت اهم مكونات ذلك المدعو ناديا فهي الوحيدة في القرية والتي كانتتجمع حولها
الكثير من أولاد القرية وكم كنا نتيه ونفاخر بها ..
بدأت اكتب الشعر قبل ان اتعلم العروض وانتقلت من بلدتنا بديا الى بلدة اخرى وهي" سلفيت "
كي أكمل دراستي الثانوية وتلقفني بها المرحوم الأستاذ الدكتور " عبد الحليم زهد " هذا الرجل الرائع
الذي اعتبره معلمي الحقيقي لما قدم لي من توجيهات ومتابعات ولهذا واعترافا بفضلخه جعلت اهداء
ديواني الثاني له ..
وبعد انتهائي من الثانوية لم استطع ان ادخل الجامعة رغم معدلي الجيد جدا ولهذا انتقلت الى دار
معلمين " "خضوري " في طولكرم والتي وجدت فيها مرسما لمن يحب ويحسن الرسم كنشاط اضافي
وكان هذا باب اخر لاهتماماتي فدخلته وتوقفت عن الشعرالا قليلا وبدأت موضوع الرسم الزيتي
ومع نهاية دراستي كانت في المعهد لوحاتي ال 23 تستحق معرضا كما قال لي د. محمد سمارة
حيث تم نشرها على جدران الصالة التي أعدت لاحتفال التخريج
وحينما اتى دوري فوجئت بمقدم الحفل يقول " الخريج " محمد ذيب سليمان " هذا الفنان الذي أَحبَّ
ان يقدم لوحاته الجميلة لتبقى على جدران معهده ذكرى منه تزين المكان ......
فاسقط في يدي ولم ادر ما اقول وخرجت من المعهد بدونها .
تركتها هناك وفي قلبي غصة ...
نركتها وذهبت بعدها الى الكويت للعمل كمدرس حيث بقيت هناك عشرون عاما حيث تركت الشعر
الا قليلا والرسم وانخرطت في الحياة ومع حرب الخليج عدت من الكويت
واذكر اتنني كتبت انشودة لفلسطين حيث كتا ادرس في مدارس منظمة التحرير الفلسطينيه
وكانت كلماتها تقول :
بلادي فلسطين صاح الشباب = ونادوك جئئنا كيوم الحساب
يفجرباسمك صوت العذاب = زلازل تفتك بالمعتدين
زرعت حياتي في مدفعي = وأقسمت بالله ان ترجعي
فصرخة طفلي قي مسمسعي = زلازل تفتك بالمعتدين
فلسطين أمي شبابك جاء = يفجر باسمك صوت الرجاء
وينزل باسمك جند السماء = زلازل تفتك بالمعتين
ولا اذكر الابيات التالية
وقد قام يومها مدرس الموسيقى بتلحينها واصبحت بعدها انشودة تقدم مع الطابور يوميا
قلت انني تركت الشعر وابتعدت عن الرسم وانخرطت في صخب الحياة والعمل منذ العام 1992
حتى العام 2005 حيث كان ازوج ابنتي البكر وصادف ان عم العريس كان شاعرا وقد عرفني
عليه والد العريس فأغواني هذا بالعودة الى الشعر وطبع ديوان كي أصبح
عضوا في اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين وكان ذلك التاريخ 2005 بمثابة ولادتي الثانية التي
ما زلت متمسكا بها ..
أما عن الشعر
فأنا أكتب بكل الوان الشعر الا الهجاء فلم اكتبه حتى اليوم
كتبت للأرض والانسان وأكثر ما كتبت لفلسطين وطني الاول
كتبت للكثير من العواصم العربية واكثرت لمن تعرضت للأوجاع بغداد ودمشق
كتبت لليمن ولليبيا ومصر
كما انني أهتم بالمرأة فأكتب لها وعنها وبلسانها وشعري موجود بالوانه على صفحات
الواحة التي اعتز بها وبكل أعضائها الذين اتعلم منهم
طبعت ثلاثة دواين ورقية
1- فواصل ما بين المد والجزر 2006
2- جداول وجدائل ..............2007
3- ثقوب في جدار الصمت .... 2009
توقفت بعدها عن النشر الورقي وما زلت حتى الان بينكم احاول الشعر واتعلم من الكبار متمنيا ان ارتقي بما أتعلم ..
اتمنى اني قلت ما أعرف عني
مودتي