|
أَمَــــانِــيُّ لَــــكِــنْ مَــــا لَــهُــنَّ مَــثَــالِبُ |
حَــلَــبْنَ الــنُّــهَى لَأْيًـــا وَهُـــنَّ مَــخَــالِبُ |
تَــوَسَّــمَــتِ الأَحْـــلَامُ فِــيــهِــنَّ نُــجْــعَــةً |
فَــلَــمْ تَــسْــقِهَا غَــيْــرَ الــيَبَابِ الــسَّحَائِبُ |
تَــلُــوذُ إِلَـــى الـمِحْـــرَابِ حَــتَّــى كَأَنَّهَـا |
قَــنَــادِيلُ رُؤْيَـــا لَـــمْ تَــطَـأْهَا الــغَيَاهِبُ |
بَــرِيــقُ مَــرَايَــا يَــسْــلُبُ الــظَّــنَّ رَغْــبَــةً |
تُــــثِــيــبُ الــنَّــوَايَــا تَــــارَةً وَتُــعَــاقِــبُ |
يُــرَاوِدُ قَــمْــحَ الــقَــصْدِ دَاعٍ وَحَــاشِــدٌ |
وَيَــجْــنِي شَــعِــيرَ الــمَــجْدِ عَـــادٍ وَعَــائِــبُ |
وَمَــــنْ يَــبْــتَغِ الـــدُّولَارَ دِيــنًــا فَــإِنَّــهُ |
كَــسِــيحُ الــرُّؤَى رَثُّ الــمَعَاذِيرِ نَــاكِبُ |
أَمَـــا تَــتَّــقِي فِــي الــعَقْلِ وَالــعَدْلِ فِــتْنَةٌ |
يُــعَــابُ بِــهَــا شَـــادٍ وَيُــمْــدَحُ نَــاعِــبُ |
تُــعَــلِّقُ فِـــي حَــبْــلِ الــقَــرَابِينِ رَأْسَــهَــا |
وَتَــلْــعَقُ مِـــنْ عُــشْبِ الــثَّنَاءِ الــمَوَاهِبُ |
لَــقَــدْ غَـــادَرَتْ أَرْضَ الــمَــعَالِي لُــيُوثُهَا |
فَـــلَـــمْ يَــــبْــقَ إِلَّا أَضْــــبُــعٌ وَثَــعَــالِــبُ |
فَــــلَا تُــقْــعِدَنَّ الــلَّــيْثَ مــقْــعَدَ ذِلَّـــةٍ |
يُــسَــاوِمُــهُ بِــالــخَــسْفِ نَـــاهٍ وَنَــاهِــبُ |
وَإِنَّ الأَبِـــيَّ الــحُــرَّ يَــسْــمُو عَـــنِ الــخَنَا |
وَلَا يَــفْــتَــرِي إِنْ أَنْــكَــرَتْــهُ الــــرَّوَاسِــبُ |
فَــأَخْــجَلُ مَـــا يُــحْــنِي الــرِّقَابَ تَــخَرُّصٌ |
وَأَبْــجَــلُ مَـــا يَــجْــلُو الــقُــلُوبَ الــمَنَاقِبُ |
وَغَــايَةُ جُــهْدِ الــمَرْءِ فِــي الــخَوْضِ حِكْمَةٌ |
فَـــإِنْ رَأْبَ رَأْيًـــا هَــذَّبَــتْهُ الــتَّــجَارِبُ |
وَمَـــا الــحِــلْمُ فِـــي الإِنْــسَــانِ إِلَّا تَــجِلَّةٌ |
يُــفَــنِّدُ بِــالإِحْــسَانِ مَـــا اعْــتَلَّ خَــائِبُ |
وَلَــيْسَ عَــلَى ذِي الــفَضْلِ شَــرٌّ كَحَاسِدٍ |
لَــــهُ الــحِــقْدُ زَادٌ وَالــرِّيَــاءُ مَــشَــارِبُ |
إِذَا وُسِّـــدَ الــحُــكْمُ الــحَــصِيفُ لِــجَاهِلٍ |
سَــيَـرْغَبُ عَـــنْ أَهْــلِ الـحِجَـا وَيُــحَارِبُ |
وَمِـــنْ آيَـــةِ الإِنْــصَــافِ عِــلْمٌ وَحَــيْدَةٌ |
وَمِــنْ شِــيَةِ الإِسْــفَافِ بَــاغٍ وَصَــاخِبُ |
وَإِنِّــي سَــئِمْتُ الــجَوْرَ مِــنْ كُــلِّ غَــامِطٍ |
وَأَنْ يَــحْقُرَ الــسُّلْطَانَ فِي العَرْشِ حَاجِبُ |
أَنَـــا الــقِــمَّةُ الــقَــعْسَاءُ لِــلــشَّعْرِ أَحْــرُفِي |
أَزَاهِــــيــرُ نَــحْــلٍ لَا تَــعِــيهَا الــعَــنَاكِبُ |
تَــــعِــزُّ عَــلَــى الــجَــافِي وَتَــدْنُــو لِــعَــارِفٍ |
وَيُــلْــهَــمُ أُسْــــتَــاذٌ رُؤَاهَـــا وَطَــالِــبُ |
فَــكَــيْفَ يُــحِــيطُ الــبَــدْرُ عِــلْمًا بِــشَمْسِهِ |
وَكَــيْفَ سَــيُحْصِي الــدُّرَّ فِــي الْيَمِّ قَارِبُ |
وَكَيْفَ يَرَى الجَوْزَاءَ مَنْ لَا يَرَى الدُّجَى |
وَكَــيْــفَ يَــعِي سَــمْتَ الــمَعَانِي الــقُبَاقِبُ |
وَإِنِّـــي وَأَيْـــمُ اللهِ مَـــا الــشَّــعْرُ مَــذْهَبِي |
وَلَــكِــنْ شُــعُورُ الــقَلْبِ لِــلشَّعْرِ ذَاهِــبُ |
وَمَــــا الــلَّــقَــبُ الــمَــرْجُــوُّ إِلَّا لَــجَــاجَةٌ |
كُــفِــيتُ بَــلَاهَــا بِــالَّــذِي أَنَــا رَاغِــبُ |
وَإِنَّ سَـــمَــاءَ الــمَــجْــدِ تَـــنْــأَى بِــقَــدْرِهَا |
إِذَا زَاحَــمَــتْ فِــيهَا الــنُّجُومَ الــكَوَاكِبُ |
فَـــكَــيْــفَ إِذَا آذَى الــمَــجَــرَّةَ غَــيْــهَــبٌ |
وَعَـــابَ سَــنَــاهَا الإِمَّــعَــاتُ الــجَنَادِبُ |
وَلَولَا النَّدَى الدُّرِيُّ مِنْ قَلْبِ ذِي هُدَىً |
لِــعفْتُ الــمَدَى ضَــاقَتْ عَــلَيْهِ الــمَذَاهِبُ |
وَإِنَّ لِأَهْــلِ الــفَضْلِ فِــي النَّفْسِ حُظْوَةً |
تَــــرَاقَــى لِــرَيَّــاهَــا الــنُّــجُــومُ الــثَّــوَاقِبُ |
فَــهَبْ لِــي لِسَانَ الحَمْدِ فِي مَدْحِ مُنْصِفٍ |
بِــحَــرْفٍ كَــمَــاءِ الـــوَرْدِ رَوَّاهُ سَــاكِــبُ |
نَــبِــيلٍ سَــقَانِي الــبِرَّ مِــنْ حَــوْضِ عِــلْمِهِ |
سُــــلَافَــةَ رَأْىٍ لَـــمْ تَــشُــبْهُ الــشَّــوَائِبُ |
يُــبَادِرُ لَا يَــرْضَى مِــنْ الصَّوْتِ بِالصَّدَى |
ولا يُـــدْرِكُ الــعَــلْيَاءَ مَـــنْ لَا يُــطَــالِبُ |
تَــرَاهُ إِلَــى الإِبْــدَاعِ أَحْــصَفُ مَنْ رَعَى |
وَأَنْــصَــفُ مَـــنْ تَــسْعَى إِلَــيْهُ الــنَّجَائِبُ |
جَــبَــرْتَ فُــؤَادِي وَالَّــذِي قُــلْتَ خَــالِدٌ |
سَــيَــبْقَى جَــوَادِي مَــا دَهَــتْنِي الــنَّوَائِبُ |
أَرَى تَــرْجُــمَانَ الــدَّهْــرِ يَــجْــتَرُّ حَــسْــرَةً |
عَــلَــى أُمَّـــةٍ دَالَـــتْ عَــلَــيْهَا الــنَّــوَاصِبُ |
وَحَـــالٍ بِــلَــحْنِ الــقَوْلِ تُــبْدِعُ صَــرْفَهَا |
وَتَــرْسُــمُــهَا فَـــوْقَ الــذُّهُــولِ الــغَــرَائِبُ |
يُـدَعُّ بِــهَــا حَـــبْــرٌ وَيُــعْــبَــدُ حَــاكِــمٌ |
وَيُــسْــجَنُ ذُو تَــقْــوَى وَيُــذْبَــحُ كَــاتِبُ |
سَــكَارَى كَــأَنَّ الــنَّاسَ لَــمْ يَــدْرِ أَيُّــهُمْ |
عَــلَى أَيِّ صَــوْبٍ سَــوْفَ تَأْتِي المَصَائِبُ |
تَــدَاعَــوْا إِلَـــى الــلَّذَّاتِ وَالــمَوْتُ نَــادِلٌ |
وَعَـــادَوا إِبَــاءَ الــذَّاتِ وَالــقَهْرُ نَــادِبُ |
وَغَــابُوا عَــنِ الــغَايَاتِ عَــنْ كُــلِّ هِــمَّةٍ |
وَعَــابُوا الــنَّدَى وَالــعَزْمَ إِنْ جَــدَّ حَازِبُ |
أَلَا كُــــلُّ مَــعْــنَــى لِــلــجَــمَالِ مُــضَــيَّعٌ |
إِذَا زَيَّــنَــتْ قُــبْــحَ الــفَــسَادِ الــمَنَاصِبُ |
فَــلُــولَا سُــمُوُّ الــنَّفْسِ مَــا ارْتَــاحَ بَــاسِرٌ |
وَلَــولَا عُــلُوُّ الــحَدْسِ مَــا امْــتَاحَ سَارِبُ |
بَـــلَايَــا الــبَــرَايَا مِــنْ فَــسَــادِ ضَــمَــائِرٍ |
وَمِـــنْ نَــزْعَــةٍ لِــلــجُوَرِ حِــيــنَ تُــحَــاسبُ |
وَمِــمَّا يُــمِرُّ الــكَأْسَ مِــنْ حَــنْظَلِ الأَسَى |
أَنِ اسْــتَــمْرَأَ الــصِّدِّيقُ مَــا قَــالَ كَــاذِبُ |
فَــكَــمْ مُــخْــلِدٍ أَلْــقَــى الــمَــقَادِيرَ بَــاطَــلًا |
يُــفَــاخِرُ شَـــأْوًا حَـيْــثُ تَــهْفُو الــمَآرِبُ |
وَكَـــمْ مُـــدَّعٍ عِــلْــمًا عَــلَى ظَــهْرِ رِقْــعَةٍ |
وَلِــلْــجَهْلِ فِــيــمَا صَــبَّ سَــاقٍ وشَــارِبُ |
وَكَـــمْ سَــادِرٍ كَــمْ فَــاجِرٍ كَــمْ مُــتَاجِرٍ |
كَــأَنَّ لَــهُمْ فِــي الــسُّوءِ أَهْــلٌ وَصَاحِبُ |
أَلَا إِنَّ شَـــــرَّ الــمُــرْجِــفَاتِ تَــهَــافُــتٌ |
وَأَخْــسَــرَ مَــا يَــرْجُو الــرِّجَالُ الــمُوَارِبُ |
مَــتَــى خَــنَعَ الــشَّاهِينُ وَالــسَّبْعُ لــلِأَذَى |
فَــلَــيْــسَ عَــجِــيبًا أَنْ تَــسُــودَ الأَرَانِـــبُ |
وَإِنْ ضَـــاعَ بَــيْــنَ الــقَــوْمِ عَــدْلٌ وَذِمَّــةٌ |
فَــقَــدْ ضَـــاعَ فِــيهِمْ مُــسْتَحَقٌّ وَوَاجِــبُ |
وَإِنَّ انْــكِــفَاءَ الــمَرْءِ فِــي غَــرْقَدِ الــهَوَى |
حَــقِــيقٌ بِـــأَنْ تُــخْــشَى عَــلَيْهِ الــعَوَاقِبُ |