|
بَــرَاءَةٌ مِــنْ ضَــمِيرِ الْــقُدْسِ يَــا حَــلَبُ |
إِلَــى الَّــذِيــنَ تَــنَــاسَوْا أَنَّــهُــمْ عَــرَبُ |
إِنْ لَــمْ تَهُبُّوا لِكَفِّ الْبُؤْسِ عَنْ وَطَنِي |
فَــلَا تَــكُونُوا يَــدَيْ بَــأْسٍ لِــمَا ارْتَكَبُوا |
وَإِنْ تَــجَــنَّــتْ عَــلَــيــكُمْ رُوحُ مُــنْــهَزِمٍ |
فَــلَا تَــجَنَّوا عَــلَى الأَحْــرارِ مَا احْتَسَبُوا |
يَا مَنْ يُمَارِي عَنِ الْأَعْدَاءِ قُلْ لَكَ هَلْ |
يَــوْمَ الْــحِسَابِ يُــمَارِي عَــنْكَ مَا يَقِبُ |
لَــقَــدْ تَــجَــاوَزْتَ حَــدَّ الــخَائِنِينَ إِلَــى |
حَــيْثُ الـخِيَانَةُ تَــخْزَى مِــنْكَ وَالــثَّلَبُ |
وَمَـــا فِــلَــسْطِينُ إِلَّا شَــوْكَــةٌ قَــلَــعَتْ |
عَــيْــنَ الــطُّــغَــاةِ وَإِلَّا لَــيْــثَــةٌ تَــــثِــبُ |
مَــهْــمَــا تَــنَــاهَبَتِ الْأَوْبَـــاشُ عِــزَّتَــهَا |
فَــسَوْفَ تُــرْجِعُ بِــاسْمِ الحَقِّ مَا نَهَبُوا |
إِنَّـــا الــصَّــنَادِيدُ فِـــي أَصْــلَابِــنَا أَمَــلٌ |
يَــحْمِي الــدِّيَارَ وَفِــي أَرْوَاحِــنَا غَــضَبُ |
إِنَّــا الأُبَــاةُ فَــلَا يُــغْرِي الــمُنَى رَغَــبٌ |
الــصَّامِدُونَ فَــلَا يُــغْوِي الــنُّهَى رَهَبُ |
فَـلَا الْــبَــنَادِقُ فِــي رَاحَــاتِنَا صَــدِئَتْ |
وَلَا الــبَــيَادِقُ فِــي سَــاحَــاتِنَا تَــعِــبُوا |
وَلَا نُـسَــاوِمُ فِــي بَــحْــرٍ وَفِـــي نَــهَــرٍ |
وَلَــوْ تَــوَاطَأَ فِــي الْــبَحْرَيْنِ مَــنْ ذَهَــبُوا |
وَالْــقُدْسُ قِــبْلَةُ طُــهْرٍ أُقْــحُوَانُ هُــدَى |
وَلَــنْ يُــدَنِّسَ أَرْضَ الــطُّهْرِ مُــغْتَصبُ |
نَــظَــلُّ فِــيــهَا قَــنَادِيلَ ارْتَــقَتْ سَــدَفًا |
وَنَــبْذُلُ الــرُّوحَ إِنْ مِــنْ سُورِهَا اقْتَرَبُوا |
بِــئْسَ الْــعُرُوشُ الَّــتِي تَــزْهُو عَلَى ضَعَةٍ |
رَأْسًـــا عَــلَــينَا وَلَــكِنْ لِــلْعِدَى ذَنَــبُ |
سَــاسُوا الــرِّقَابَ لِأَمْــرِيكَا وَمَــا عَــلِمُوا |
أَنَّـــا نَــجَاهِدُ بِــاسْمِ اللَّهِ مَــنْ كَــذَبُوا |
وَكَـمْ دَهَــتْهُمْ خُــطُوبٌ بِــالـهَوانِ فَــمَا |
ثَــابُوا إِلَــى الرُّشْدِ فِي خَطْبٍ وَلَا وَثَبُوا |
لَــوْ كَـــانَ فِــيــهِمْ بَـقَــايَا نَــخْوَةٍ وَدَمٍ |
لَــمَــا اسْــتَـطَابُوا بِــأَنْ يُــلْحَوا وَيُـحْتَلَبُوا |
وَلَــوْ تَــسَاقَوا سَـجَايا بَــعْضِ مَـنْ خَــجِلُوا |
لَأَعْـرَبَ الـوَجْهُ فِــيهِمْ بَعْضَ مَا يَجِبُ |
إِذَا الــمَعَانِي اِسْتَعَارَتْ سَرْجَ مَنْ جَهِلُوا |
فَــلَيْسَ يَــفْصُحُ فِـيهَا الــعَيْبُ وَالــعَتَبُ |
وَمَــنْ جَــنَى الــعَهْرَ فِــيمَا يَــدَّعِي شَرَفًا |
يُــبَــرِّر الــعَــهْرَ لَـــنْ يَــعِــيَا بِـــهِ سَــبَبُ |
وَنَــحْــنُ شَـعْبٌ عَـزِيزٌ لَــيْسَ يُــخْضِعُنَا |
فَــقْــرٌ وَلَا يَــشْــتَرِيَ أَخْــلَاقَنَا الــذَّهَبُ |
إِنْ قَــدَّرَ اللهُ رِزْقَ الــغَيْبِ مِــنْ سَــعَةٍ |
فَـــلَا تِــرَمْبُ وَلَا كُــشْنِيرُ مَــنْ يَــهَبُ |
وَصَــفْــقَةُ الْــقَرْنِ لَــيْسَتْ غَــيْرَ تَــصْدِيَةٍ |
وَذَبْــحِ قُــرْبَى لِــكَيْ تَــرْضَاكُمُ النُّصُبُ |
لَــكُــمْ سَــرَاوِيلُ مِــنْ قَــطْرَانِكُمْ وَلَــنَا |
هَــــوَى فِــلَــسْــطِينَ أُمٌّ وَالــفِــدَاءُ أَبُ |