صحوتُ ووجه الفجر يرنو ويلعبُ
ويجلو الدّجى نورٌ يُطلُّ ويرقبُ
وتُشرقُ أحلامي بنبض مشاعرٍ
كما تُشرق الأنفاسُ واليأس يغرُبُ
فأعجبُ أنّ الكونَ بالصّمت ساخرٌ
ومن فوقهِ نجمٌ تجلّى وكوكبُ
فأوغلَ في همس النّدى للشروق مِن
جمالٍ يناغي بسمةً تتَلهّبُ
وتنسلُ آمالٌ بمفتاح شوقهِ
خُشوعاً بمحراب الشّذى وهو مُعجَبُ
فعاد طليقاً كالفراش مُهلِّلاً
وليداً لأحلامٍ وبالشّهد يكتبُ
وتسمعُ للدنيا أنيناً بخطوهِ
كسيحَ الورى، للرّيح يشكو ويَغضبُ
ويسجدُ والدّنيا رمادٌ بجمرها
كترنيمةٍ تدعو لربٍّ وتُصلبُ
وللبدر في داجي الظّلام بهاؤُهُ
وفي النّفس إلهامٌ به القلبُ مُلهَبُ
فهل سيعيدُ البدرُ ذكرى هلالهِ
لتبقى مصابيحَ تلوحُ وتجذِبُ
فعاودهُ سحرُ الضّياء مُحلّقاً
أغاريدَ ألحانٍ ويشدو ويُطرِبُ
وتعزفُ ألحاناً تحنُّ لعبقرٍ
من الحبِّ تسبيحاً، تُناجي وتُخصِبُ
وتُغمَسُ أستارُ الدّجى في شروقهِ
فيمحو همومَ الّليل وحيٌ وغيهبُ
فيا لسكون الكون تصفو بصائرٌ
ويُشرقُ روحاً في الدُّعاةِ وتَطلُبُ
كفانا خيوط الصّمت تُدمي وأذرعٌ
تُمدّدُ، والأقصى يُنادي ويُنكَبُ
وصوتُ ضميرٍ عاد يشكو منافقاً
لعابدِ طاغوتٍ وبالصّمت مخلَبُ
كتبتُ جراحي للنّجوم لعلّها
تكونُ دليلاً في الدروب وتُرعِبُ
فيا وطني المدفونَ تحت مظالمٍ
أما زلتَ في محرابِ ذَبحِكَ تُصخَبُ
غداً يا قبابَ القدس يرجعُ عزّنا
فمَن يسلبُ الأوطانَ يوماً، سيُسلبُ
البحر الطويل
جهاد بدران
فلسطينية