|
ذَوْقَ الــرَّحِــيقِ عَــلَى الــعَقِيقِ أَرَيــقِي |
وَتَــرَقْــرَقِي شَــهْــدًا سَــقَــى فِــي الــرِّيقِ |
وَتَــأَلَّــقِــي بَــيْــنَ الــضُّــلُــوعِ مَــــجَــرَّةً |
فِـيــهَــا أَذُوبُ بِــرَوْنَــقِــي وَبَــرِيــقِــي |
يَــا مَــنْ عَــلَى غُــرَرِ الــضِّيَاءِ تَــرَبَّعَتْ |
حُــورِيَّـــةً بِــجَــمَــالِــهَــا الــفِــيــنِــيقِي |
تَــنْــدَسُّ فِـــي شَــفَةِ الْــخَيَالِ قَــصِيدَةً |
مِـــنْ كُـــلِّ مَــعْــنَى لِـلـرُّقِـيِّ رَقِــيــقِ |
وَتُــطِلُّ طَــيْفًا فِــي جُــفُونِ خَوَاطِرِي |
كَـــإِلَــهَــةٍ فِــــي مَــعْــبَــدٍ إِغْــرِيــقِــي |
يَــا أَنْــتِ يَــا قَــدَرِي إِلَيْكِ مِنَ الذِي |
يَــهْــوَاكِ كُــلَّ الــشَّوْقِ كُــلَّ شُــرُوقِ |
سُــبْحَانَ رَبِّ الــنَّاسِ كَــيْفَ بَــرَاهُمُ |
وَبَـــرَاكِ فَـــرْدًا مِـــنْ شَــذَا وَعَــقِيقِ |
لَــكَــأَنَّــكِ الــدُّنْــيَــا إِذَا مَـــا أَقْــبَــلَتْ |
بَـــثَّــتْ فَـــرَاشَ الــحُــلْمِ بِــالــتَّشْوِيقِ |
وَلَـقَدْ أَرَاكِ هُــنَاكَ حَيْثُ غَفَا الـهَوَى |
فِـــي حِــضْــنِ حَــرْفٍ حَــالِمٍ وَأَنِــيقِ |
وَأَنَـــا وَأَنْـــتِ وَلَــيْــسَ ثَـــمَّ وَقــبْــلَةٌ |
فِـــي غَــفْــلَةٍ مِـــنْ عَــالَــمٍ مَــطْــرُوقِ |
نُــلْــتُ الأَمَــانِــيَ يَـــا حَــبِــيْبَةُ هَانِئًـا |
وَسَــعِــدْتُ مِــنْــكِ بِــعَهْدِكِ الــمَوْثُوقِ |
أَرْضَــعْــتِــنِي لَــبَــنَ الــمَــحَــبَّةِ سَــائِــغًا |
وَفَــطَــمْتِ أَجْــنِــحَتِي عَــنِ الــتَّحْلِيقِ |
وَمَـــلَأْتِ لِـــي رِئَـــةَ الــحَيَاةِ بِــحِكْمَةٍ |
رُؤْيَـــا تَــطُوفُ عَــلَى امْــتِدَادِ سُمُوقِـي |
إِنْ بَــانَ هَــذَا الــقَلْبُ عَــنْكِ فَكَمْ لَهُ |
ذِكْــرَى تَــــئِــنُّ بِــــزَفْــرَةٍ وَشَــهِــيــقِ |
الــصَّــدْرُ يَــلْــعَــقُ بِــالأَنِــينِ حَــنِــينَهُ |
وَالــدَّمْــعُ يَــشْــرَقُ حَــائِرًا فِــي الــمُوقِ |
لا شَيْءَ بَعْدَكِ فِي الحَيَاةِ سِوَى صَدَى |
يَــرْنُــو إِلَـــى أَمَـــلِ الــمَدَى الــمَشْنُوقِ |
لا شَـــيْءَ إِلَّا غُــرْبَــةٌ بَــهَتَتْ غَــدِي |
أَمْــضِــي عَــلَــى دَرْبِـــي بِــغَــيْرِ رَفِــيقِ |
أَمْــضِــي وَفِـــي عَــيْــنِ الــتَّأَمُّلِ عــبْرَةٌ |
فِـــي رِحْــلَــةِ الــتَّــكْذِيبِ وَالــتَّــصْدِيقِ |
أَعْــشُو كَــأَنِّي لَــسْتُ أَعْــرفُ مَنْ أَنَا |
وَأَرَى كَـــأَنَّ الــدَّهْــرَ غَــيْــرُ حَقِيقِــي |
فِــي مَــفْــرِقَيْهِ يُــهَــانُ كُـــلُّ مُــهَذَّبٍ |
وَعَـلَــى ثَـــرَاهُ يُــعَــزُّ كُـــلُّ صَــفِــيقِ |
هَــفَتِ الــمُرُوءَةُ فِــي يَــدَيْهِ فَــلَمْ تَــعُدْ |
إِلا نِـــفَــاقًــا فِــــي فَــمٍ مَـمْــذُوقِ |
وَالــصَّاحِبُ الــمَرْجُوُّ فِي عُرْيِ الأَسَى |
لَــبِــسَ الــخِــيَانَةَ فِـــي ثِــيَابِ صَــدِيقِ |
هَــتَــكُوا حِـجَــابَ الــحَقِّ فِــي بُــهْتَانِهِمْ |
بِــــالــزُّورِ يَــحْمِــلُ عَــــاتِــقُ الــتَّــلْفِيقِ |
هُــمْ شَــرُّ مَــنْ رَأَتِ الــبَرِيَّةُ قَدْ سَعَوا |
بِــالــخَــمْرِ بَــيْــنَ الــكَــأْسِ وَالإِبْــرِيــقِ |
وَأَنَـــا عَــلَــى جَــمْــرِ الــوَفَــاءِ أَحُــثُّــنِي |
وَأَشُــقُّ فِــي حَــدَقِ الــجُحُودِ طَــرِيقِي |
حَـرْفِي يُــحَمْحِمُ بِــالصَّهِيلِ عَــلَى الرُّبَــى |
وَنَــهِــيقُ غَــيْــرِي رَائِــجٌ فِــي الــسُّوقِ |
وَخَــلائِــقِي رَفَــضَــتْ تَــخَــاذُلَ هِــمَّةٍ |
فِـــي أُمَّـــةٍ وَفَــضَــتْ إِلَـــى الــزِّنْدِيقِ |
مَــا أَوْجَعَ الــمَعْنَى الـعَصِيَّ عَــلَى الـحِجَا |
إِنْ قُــورِنَ الــشَّــاهِــينُ بِــالــبِــطْرِيقِ |
وَأَنَـــا تَــعِبْتُ مِــنَ الْــغِيَابِ وَجَــاءَنِي |
أَنَّ اقْــتِــرَافَ الــعُــذْرِ بَــعْضُ عُــقُوقِ |
لِــي فِـي رِحَــابِكِ رَغْمَ مَا بِكِ مُضْغَةٌ |
أَسْـمُــو بِـهَــا وَأَرُوقُ سَــاعَــةَ ضِــيــقِي |
فَــتَــدَفَّقِي، قُـــدِّي قَـمِــيصَ تَــشَــوُّقِــي |
وَتَــرَفَّــقِي، مَـــا لِــلــنَّوَى مِـــنْ بُــوقِ |
وَخُــذُي إِلَــيكِ جَــنَى رُؤَايَ وَدَثِّرِي |
شَــغَــفِي وَضُــمِّي فِــي دِمَــاكِ عُــرُوقِي |
وَاسْــتَـورِقِي جَدْبَ الــخَرِيفِ بِــمُزْنَــةٍ |
تُــحْــيِــي فُـــؤَادَ الــعَــاشِقِ الــمَــعْشُوقِ |