بعضُ النساءِ عقاربٌ وأفاعي
فحياتها في فُرقةٍ ونزاعِ
تَسِمُ العشيرَ مرارةً في عيشهِ
فكأنه في حَلبةٍ وصراعِ
تقضي الحياةَ تبرمًا تألما
وتصيحُ يا رأسي و يا أضلاعي
فتظنها موجوعةً لكنها
للسوقِ تسرعُ غايةَ الإسراعِ
وتعاقرُ الجوالَ أكثرَ وقتِها
لا تشتكي من علةٍ وصداعِ
وتُعِد للأعراسِ خيرَ ثيابِها
وتجيبُ حالاً إن دعاها الداعي
تُفتي بأن الوصلَ قد أوصى به
ابنُ الحنيفةِ مالكُ الأوزاعي
تشكو لجارتها مثالبَ زوجِها
وبأنها في خيبةٍ وخداعِ
وتسبُّ يوم زواجِها من مثلِه
فشبابُها قد ضاع أيَّ ضياعِ
أخواته كالبوم يفرين الحشا
بمخالبٍ ولهن وجهُ سباعِ
من أمه ؟ بئس العجوزُ عدمتُها
فكأنها في الناس بنتُ رضاعِ
مثل الصبايا لبسُها وحليُّها
من أفخرِ الألوانِ والأنواعِ
حقٌ لمن رُزئتْ بمثل مصيبتي
أن تضربَ الأخماسَ في الأسباعِ
فالبيتُ من فرطِ التنازعِ قد غدا
كسفينةٍ تجري بغير شراعِ
زوجُ ابنتي يا خيرَ من وطئ الثرى
يا زينةَ الأبصارِ والأسماعِ
فأراه شهريًا يجدد حبها
بهديةٍ من أصفرٍ لماعِ
يارب فاجمع شملهم طول المدى
فالزوجةُ الحسناءُ خيرُ متاعِ
لكنَّ لابني زوجةً شيطانةً
ضمتْ لقبحِ الوجهِ سوءَ طباعِ
يُهدى لها في كل عيدٍ خاتما
مع ثوب خَزٍّ فاق طولَ ذراعِ
تبًا لها ولأهلها ولأمها
ولعمها ولسائرِ الأتباعِ
كم أسرفتْ في ماله وحلاله
حتى غدت أحواله في القاعِ
قد حللَ الله الزواجَ بغيرها
مثنى وزادَ ثلاثَ ثم رباعِ
لا يُرتجى للبيت خيرٌ إن تكن
أم البنينَ هي الوليُّ الراعي
نام الرعاة فراح كل قطيعهم
نهبًا لذئبٍ جائعٍ وضباعِ