نسيمُ الصَّبا تسري إليكِ رَواحِلُهْ
.................وتسعى مع الإسراءِ شدْوا بلابلُهْ
لتبكي عُيونُ الغيْمِ عندَ لقائهِ
...............وتَهمي سُيولاً في العُيونِ جَداوِلُهْ
وتجْرفَ أدْراناً شَقيتِ بحَمْلِها
...............ويَغْسلَ بيتَ الدَّاءِ في القلْبِ وابِلُهْ
نَسيمُ الصَّبا للخَدِّ يلثُمُ خاشِعاً
........................يُعانِقُ أسْواراً تُطِلُّ تُغازِلُهْ
لِبيْتِكِ أقْداسٌ نَحِنُّ لِبابِها
..........................وَخَدُّكِ تدْعو لِلِّقاءِ خَمائِلُهْ
لأنْتِ على الأطلالِ وجْهُ صَبيَّةٍ
...............بَعيدةُ مَهوى القرْطِ.. كيفَ نُطاوِلُهْ
وقدُّكِ مَيّاسٌ يَتيهُ بحُسنهِ
....................ومرْمَرِهِ ..هيْهاتَ تبدو مَثائِلُه
يُراوِدُني عن قُبْلَةٍ عَزَّ نيْلُها
.............فتضحَكُ مِلءَ الثَّغرِ حُمْراً سَواحِلهْ
وتُسْدِلُ ليلاً في النَّهارِ مُوارِباً
..............لتطلِقَ شمساً في المَحاقِ جَدائِلُهْ
أراكِ عروساً والضُّحى في ركابِها
...................فيخفقُ قلبي والرُّعودُ تُبادِلُهْ
ليهفو لكِ المنْفى ويُطلقُ زفْرَةً
.........تَجوبُ المَدى كالجَمْرِ ..فيها رَسائِلُهْ
فتتْلو ضِفافُ الماءِ نَسْغَ حُروفِها
............وترْوي طيورَ النَّهرِ سَجْعا قَوافِلُهْ
إليكِ يَجوبُ البِيدَ ركْبُ مَشاعِري
...........وتجري على مَوْجِ الطويلِ مَفاعِلُهْ
فَعولنْ شغافُ القلبِ تعْزِفُ لحنَها
............وتعزفُ لحْنَ الشوْقِ عَذْباً عَنادِلُهْ
فترْسلُ ورْقاءُ الفُؤادِ هَديلَها
............على وَتَرٍ كالفجرِ عَسْعَسَ حامِلُهْ
لعلَّ رياحَ الصَّبرِ ينْفَدُ صبْرُها
.................فتسري تِباعاً كالوُفودِ قبائِلُهْ