سؤال يحيرني منذ أمد بعيد من كثرة ما أرى من مفارقات وألقاب في هذا العصر
كيف ينتسب للأدب أوالكتابة أو النقد أو الشعر من لا يحسن(لا نقول يتقن تسهيلا على هؤلاء في زمن الركاكة اللغوي الذي نعيشه) قواعد اللغة العربية من نحو وصرف وغيرها
هذه القواعد التي كانت تعتبر لتلك المراتب الادبية قبل نصف قرن فحسب مثل جدول الضرب بالنسبة للحساب والرياضيات ومثل علم التجويد لإمام المسجد وهكذا
فكنت ترى الشاعرالمفلق والكاتب المبرز طبيبا أو محاميا أو مهندسا أو ضابطا أو و أو
ولم يتعلل أي من هؤلاء بأنه ليس صاحب اختصاص في اللغة العربية
قد لا يلام بعض هؤلاء الأدعياء خاصة أن هذه الألقاب مغرية جدا ويسيل لها لعاب من تحقّ لهم فكيف بالأدعياء؟
لكن اللوم الأكبر يقع على من يطلق عليهم تلك الألقاب وهو يرى ضعفهم وتهافتهم في أول درجاتها لغة الضاد فيقترف خطأين بل خطيئتين في آن
نسب الفضل لغير أهله والتشويش والإساءة لأهل الأدب إذ يرون مثل هؤلاء بينهم ظلما وزورا يصولون ويجولون وببضاعتهم المزجاة يفرحون
أهي المصلحة أم مودة بينهم (لو تدهن فيدهنون) أم ما الذي يدفع أولي الشأن الأدبي لمثل هذا التصرف
وتحضرني كلمة موجعة لأحد أدباء الغرب في مثل هؤلاء
للإيطالي كارلو نلينو
*إن المثقفين العـــرب الذين لم يتقنوا لغتهم
ليسوا ناقصي الثقافة فحسب , بل في رجولتهم نقص كبير و مهين ايضا*
مما يزهدني في أرض أندلس**** أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد