د. صلاح البردويل
أما زلت تكابرين يا أم الطبلة؟، لماذا لا تستريحين؟، لماذا لا تتركين للصبايا الساحة، فهنّ الأخف، والأرشق، والأجمل!! قالت: إلى هذا الحد تشمتن بي؟! أنت منافقة يا أصيلة، لماذا كنت تهزين الأرض تصفيقاً عندما كنت أرقص في الماضي؟! لماذا كنت وكانت صاحباتك تتغنين بجمال غرتي وعيوني؟! قالت: لم أقصد الشماتة بك يا أم الطبلة ، ولكني مشفقة عليك، فقد كدت تقعين، وحشيت على رجلك من الكسر، هل تريدين أن تأخذي زمانك وزمان غيرك؟! قالت: وهل تظنين أنني هرمت على الرقص؟ أبداً، ولكني شعرت بأن الأرض تميل، ولا أدري هل كانت أرضية الساحة مائلة؟! أم أنني دخت ، ودارت بي الدنيا، قالت: بل دارت بك الدنيا يا أم الطبلة، وقد رأينا وجهك شديد الاصفرار ، فعرفنا أنك مريضة، قالت: فعلاً ، كل ذلك من الدجاج الإسرائيلي، هو سبب كل الأمراض، قالت: ليس الدجاج فحسب، وإنما كل ما يأتي من طرفهم سبب كل أمراضنا، إنهم يدخلون إلينا أفسد البضائع، ويستوردون منا أفضل البضائع، قالت حليمة: إذن لماذا يبكي الناس على بضاعتهم؟ ويبكون لأن بضائعنا لا تصدر إليهم؟! ردت عزيزة: القط لا يحب إلا خمّاشه يا حبة عيني، تشكون من اليهود ، وتبكون عليهم، تشكون من سمومهم، وتبثون السموم ضد حماس لأنها ترفض الاعتراف بهم مقابل سمومهم؟! قالت: نحن في عرس، فلا تدخلينا إلى السياسة، قالت: نعم، ولكنك لا تحبين قولة الحق يا أم الطبلة، قالت أصيلة: لماذا لم يصبر الناس حتى يروا خيرهم من شرهم؟! لماذا يكونون هم واليهود والأمريكان والدنيا عليهم؟! لماذا يخافون من فوز المسلمين؟ إذا أخطأوا قالوا: السبب هي الظروف!! إذا سقطوا قالوا: الأرض مائلة!! هذه حجة الذي لا يجيد الرقص ، قالت أم الطبلة: أنت تقصدينني مرة أخرى!! قالت: كان الله في عونك، أنت لست في البال، أنت أكل الزمان عليك وشرب، يكفيك رقصاً ، فقد ملّ الناس، وملّت الصبايا هذه الرقصة المملة، قالت: أنت تهينيني ، وتهينين أهل العرس، قالت: أنت من أفسد هذا العرس، قالت: أنت يا أصيلة تظنين أنك أفهم الناس ، وأنت مثل بناتي!! قالت عزيزة: يا جماعة، اتركونا من الجدل، وتعالين نغني بصوت واحد للعروس ، لا نريد أن نخرب يومها.
راحت عزيزة تغني بصوت جميل موالاً يقول: "أمك أصيلة وخلفت سبع الفلا" وكانت الصبايا يرددن في فرح لازمة الموال، قالت أم الطبلة: لم يبق الخمّ إلا ممعوط الذنب!! ردت الصبايا بصوت غطى على صوتها :" علا يا بلادي علا... الموت ولا المذلة " قالت ام الطبلة :يا خوفي على البلاد من امثالكم ،غدا نرى ماذا تفعلن عندما تغلق الطرق ،وعندما يعود ازواجكن واخوانكن الى البيت بدون قبضة !! ، غدا نقعد على "الحيطة "،ونسمع "الزيطة ".قالت اصيلة :نسأل الله ان يسقط كل من يقعد على الحيطة .قالت :ماذا تقصدين ؟ قالت :اقصد كل المتربصين والمتربصات بالشرفاء والشريفات. قالت :تيتي تيتي ،مثل ما رحت مثل ما جئت " ،من نار السلطة الى نار حماس .قالت :لا يا ام الطبلة ،بل قولي من عار اوسلو الى نار الانتفاضة .قالت :ليس هناك فرق .قالت عزيزة :بل هناك الف فرق ،فالمثل يقول (النار ولا العار ) .قالت :ولكنها في النهاية نار تحرق الناس ! قالت :النصر صبر ساعة .قالت :شعارات .قالت :الله يتولانا ويقول للنار كوني بردا وسلاما . قالت :وهل انت سيدنا ابراهيم .قالت :نحن على ملة ابراهيم . قالت :وارزاق الناس ؟ قالت :ومن يتق الله يجعل له مخرجا ،ويرزقه من حيث لا يحتسب .قالت :هل تقصدين اننا لسنا مسلمين ؟! قالت :ومن قال هذا يا ام الطبلة ؟قالت اذن لماذا تحدثيني بالقرآن ؟! قالت :لانك مسلمة قالت:تعالي نحسبها بالعقل ،امريكا تمنع المساعدات ،واسرائيل تحجز المال ،والعرب يخافون من امريكا ،ونحن شعب غلبان فمن اين سناكل ؟!،واين نذهب بخضارنا ،خيارنا وتوتنا الارضي ؟! قالت :ناكل التوت الارضي ،ولا نريد فاكهة من هناك ،وليموتوا هم بسموم بضاعتهم ،وكسادها .واما خيارنا فلن يبور ،وسياتي العالم شاء ام ابى ليقدم لنا المساعدة .قالت :لماذا ؟،لسواد عيوننا ؟! وكيف يفعلون ذلك اذا لم نعترف باسرائيل ؟قالت :لن نعترف ولن يستطيعوا حصارنا ، لان الله معنا ،ولان ارضنا ارض خير ،ولان امتنا خير الامم ، ولان ارادتنا عزيزة ولان شعبنا شعب رباط.قالت :سننتظر .قالت :لا يكفي الانتظار ،بل عليك ان تنال شرف الصمود حتى الانتظار .قالت اصيلة :وصلت الحنة يا بنات .فصدحت الصبايا (الليلة حنة العرايس يا سلام سلم ،واخضر عشب الجنينة يا شهيد كلم " ،وانطلقت الزغاريد ،وانتفضت ام الطبلة اخف من الصبايا تردد خلف اصيلة وعزيزة .
منقووول