|
وَدَدْتُ أكْتُبُ ، لَكِنْ ..لم أجِدْ وَرَقَةْ |
لَمْ يَبْقَ شيءٌ هُنَا فَالأرضُ مُحْتَرِقَةْ |
إلا الدُّمُوْعُ التي تَجْرِيْ أسَىً بِدَمَيْ |
تُغْنِيْ عَنِ الحِبْرِ ، والقرطاسُ بِالْحَدَقَةْ |
وَهَــذِهِ بَعْضُ أشْـــــلائيْ مُمَزَّقَةً |
فِيْهَا اليَرَاعُ ، وَمِنْهَا الشَّوْكَةُ الذَّلِقَةْ |
قَصِيْدَةُ اليومِ ــ للتَّـــــارِيْخِ أكْتُبُهَا |
لا أبْتَغِيْ الشُّكْرَ والتَّقْدِيْرَ وَالصَّفَقَةْ |
يَا هُدْهُدِيْ أخْبِر الأجْيَالَ عَنْ سَبَأٍ |
إنِّيْ وَجَـدْتُكُ أذْكَى مُخْبِرٍ ، وَثِقَةْ |
أمْسَتْ عَلى العَرْشِ في ظِلِّ تُدَاعِبُهَا |
كَفُّ الثُّرَيَّا ، إلى الجَـوْزَاءِ مُنْطَلِقَـةْ |
وَأصْبَحَتْ ــ تَحْتها لا شيء بَاحِثَــةً |
عَنْ لُقْمَةِ العَيْشِ في الإمْلاقِ مُنْزَلِقَةْ |
نَهْبٌ وَسَلْبٌ وَتَشْرِيْدٌ وَسَفْكُ دِمٍ |
وَبِالْمَنَازِلِ عَيْنُ المَوْتِ مُلْتَصِقَةْ |
وَجَاءَ مَنْ يَدَّعِيْ حِفْظَ الحُقُوْقِ على |
حِصَانِ طَرْوَادَةٍ مُسْتَكْثِرًا قَلَقَـهْ |
مَا أشْبَهَ اليَوم في صَنْعَا وفي عَدَنٍ |
بِالأمْسِ قُبْحًا، ومَا أشْقَى مَنِ اخْتَلَقَهْ |
سِبْتَمْبرِيُّوْنَ ـ في ما قَبْلِ مَوْلِدِهِ |
أكْتُوْبَرِيُّوْنَ ـ في العَهْدِ الذي سَبَقَه |
شَعْبٌ تَخَلَّصَ مِنْ قَهْرِ الطُّغَاةِ ، أبى |
وَبعد سِتِّيْنَ عامًا عَادَ فَاعْتَنَقَهْ |
وَذَاقَ مِنْ كأسِهِ المَسْمُوْمِ ثَانِيَـةً |
وَقَـدْ تَقَيَّأ سُـمَّ الكَأسِ، أوْ بَصَقَهْ |
إنَّ الرَّبِيْعَ الذي أمسى يُدَغْدِغُهُ |
أضْحَى خَرِيْفًا تَمَنَّى الجَذْرَ لَوْ نَتَقَهْ |
جَهْلٌ ، وَفَقْرٌ ، وَإرْهَابٌ ، وَأوْبِئةٌ |
وَفَوْقَ هَذَا حِصَــارٌ شَامِلٌ خَنَقَـهْ |
والشَّعْبُ مازال حيًا ــ خَدَّرَتْهُ على |
أسِرَّةِ الصَّمْتِ حَاجَاتٌ إلى النَّفَقَةْ |
كَانَتْ بُنُوْكُهُ كَفَّ البَذْلِ بَاسِطَةً |
وَاليَوْمَ تَبْسُطُ كَفَّ الشَّحْذِ لِلصَّدَقَةْ |
فَهَلْ يُرَدِّدُ صَدْرَ البَيْتِ تَعْزِيَةً |
أمْ يُشْعِلُ العَجْزَ نَارًا كُلَّمَا نَطَقَهْ ؟ |
أرَىَ وَمِيْضًا لِنَارٍ لا يَنَامُ على |
شيءٍ سوى غَضْبَـةٍ لا تَعْرِفُ الشَّفَقَةْ |
وَأصْدَقُ البَعْثِ بَعْثٌ هَبَّ مِنْ رَمَقٍ |
أوْثَوْرَةٌ عَنْ أنِيْنِ الجُوْعِ مُنْبَثِقَةْ |
لا يَتْبَعُ اللَّيْلَ إلا الصُّبْحُ يَطْمِسُهُ |
نَشْتَمُّ رِيْحَهُ ، أوْشَكنَا نَرَى شَفَقَهْ |
مَنْ يَسْتَمِدُّ مِنَ الجَبَّارِ قُوَّتَهُ |
لا يَنْحَنِيْ أبَدًا ، إلا لِمَنْ خَلَقَهْ |
غَدًا نُجَرِّعُ مَنْ كَادُوا لَنَا كَدَرًا |
في كُلِّ حَلْقٍ سَنُرْوِيْ بِالدِّما عَلَقَةْ |
سَنَسْتَعِيْدُ مِنَ الأمْجَادِ ما سرِقَتْ |
وَنَقْطَعُ الكَفَّ كَفَّ السُّحْتِ وَالسَّرِقَةْ |
إنَّا نَمُوْتُ لِكَيْ نَحْيَـا ، نَمُدُّ يَدًا |
نَحْوَ البِنَاءِ ، وَأُخْرَى تَزْرَعُ الحَبَقَةْ |
عَهْدًا بِأنَّا سَنَبْنِيْ بِالدِّمَا يَمَنًا |
وَنَسْكُبُ الوَرْدَ عِطْرًا فَوْقَهَا ــ طَبَقَةْ |