على مقربة مني امواج البحر صاخبة مزمجرة غاضبة ملت مياهه.
اقبلت متدافعة متدفقة الى بر اديم الارض. كاني بها خيول اطلق جماحها
وعنانها لتتسابق مع اجنحة الريح . كل رغبتها تخلص من سجن اوى
اليه يوسف بعد ان قضى سجنه الاول في بئر. ذلك الذي رمي فيه
لولا ان انقده عابروا سبيل قدمت اليه لتروي عطشها .
رايتها تركض تارة وتقفز تارة اخرى الى علو امتار وامتار.
باحثة عن حريتها وعازمة على فك اغلالها وقضم قيدها الحديدي
بانيابها الحادة. هاربة من جبروت سلطان البحر.
ذلك الجبار العنيد الذي ابتلع الاف بل ملايين البشر.
ذنبها انها امتطت قوارب مطاطية هاربة هي ايضا من سلطان
وجبروت لوبي الفساد الافارقة السود. اما لفقوا لها تهما اودعوها في غياهب سجون.
اوخلقوا لها ازمات للاقتتال فيما بينها . او ذبحوها وشردوها من اجل لقمة عيش.
هذا مبدا وقانون افارقة سود متشبتين بقانون الغاب
على عبيد . ينشدون حرية وعيشا في سلام وكسب رغيف عيش
بكد وعرق الجبين. يتطلعون الى شمس حرية نادى بها واحد منهم الا
وهو نيلسون مانديلا. كما نادى بها ايضا قبله زعيم سود امريكا ابراهام لنكولن...
هذه التي امامي ماهي الا امواج اوروبية ملت الذل والخنوع والارهاب واليمين
المتطرف. الذي مبادؤه التمييز العنصري. رايتها متمردة هذا اليوم.
اذ وصل علوها الى عشرات الامتار. متحدية باحثة عن الامان كل الامان.
في افريقيا الشمالية التي هي ام الامان. اذ هناك تستمتع بسماع الاذان.
بعيدة عن الصخب والهيجان.
الا صلوا معي على النبي العدنان.
لن تجد الامواج راحة منشودة في اي مكان.
ترى هل سيلقى السود المهجرون في اوروبا الراحة والسلام في امان?
اما حال هذه الامواج لن تجد الراحة منذ الان.
بقلمي