تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» حكم الرهائن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مادام لي خالق باللطف يحرسني» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» في عيّنيها أبصِرُوني» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» بياض» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» شذرات عطرة.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» فيما بعد الغروب» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: المختار محمد الدرعي »»»»» الشاهدة» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» استنكار» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»»
كم يروق لي ذكاءك وحكمة تناولك!
رائع وكفى!
تقديري
....................
قرار...
عنوان ممتلئ يسحبنا إلى تأويلات على الصعيد الفردي وعلى الصعيد الجماعي..من فوهة القرار يتعيّن المصير..ويستسلم صاحبه للنتيجة الحتمية من نصل ما يحمله القرار من اتساع وفحوى..
للقرار سلّم إيجابيات نحو الصعود والتسلق لمصير آمن يتحقق معه النجاح والإستمرارية في القيادة الواعية واتساع الطرق الحكيمة التي نعبرها في مساحة آمنة عادلة مطمئنة..
وللقرار أيضاً سلٌم سلبيات نحو السقوط والنزول من علوّ وهبوط نحو الهاوية يتحقق معه القتل والإجرام الفوضى وعدم العيش الآمن بعدم الاستقرار وغياب الحكمة من ثوب القرار المعاكس للجماعة المؤيد لأهواء الذات...
فالقرار الذاتي الفردي إما يؤدي بصاحبه لحتفه وقتل السعادة فيه وإما ينشله من قاع الوجع وهبوط الإرادة إذا كان حكيماً متوازناً لرفع معنوياته ورفع شأنه وتحقيق الأمن الذاتي والإجتماعي..
فكل قرار يتناسل حسب أنماط فكرية يحررها الفرد حسب قدراته ومبلغه من التفكير ووزن عقله من الأمور المحيطة به ودرجة تأثيرها بواقعه الذي يعيشه...
فالقرار كثيراً منه ما يقرر مصير حياة الفرد إن كان على الصعيد الفردي..وكثيراً ما يسحق شعوباً ويقتل الحياة والفكر والحرية فيها إن كان على الصعيد الجماعي والقيادي...
لذلك رأينا من لوحة وواجهة هذا العنوان اتساع مدى الفكر والخيال في عملية ربطه مع النص التالي له..وهذا ما سنراه لاحقاً ..مما يثبت عبقرية الكاتب في لملمة النص والعنوان تحت بوتقة واحدة تخدم نفس الهدف بسلسلة مصغرة جداً وبكلمات قصيرة جداً لخصت حضارة وتاريخاً كاملاً..
ويمكن لنا أن نقدّم تأويلات مختلفة لهذا العنوان الذي تصدّر وأعلن حقيقة العالم اليوم بسنّ قرارات أهلكت مجتمعات ودول...
يبدأ الكاتب نص ق.ق.ج بقوله:
(خوفاً مِن أن تلحق به الذئاب...)
نتأمل هذه الألفاظ وما تعنيه وتحمله كلمة ( خوفاً) ومن خلال هذه الكلمة نجد التأويلات فاضت على الصعيد الفردي أو الإجتماعي أو الأمة بشكل عام..والخوف صفة تلازم الإنسان منذ ولادته..حتى مماته..لكن مقداره يختلف من فرد لآخر..حسب أبعاد هذا الخوف..وحسب مسبباته..وعندما يستحكم الخوف في الفرد..يصبح مبرمجاً في الذهن وعادة سلوكية دائمة..يثير النفس ويهيّئ الحواس ونبضات القلب وامتقاع لون البشرة لهذه الحالة المبيّتة في العقل الباطني..
فالخوف في هذه الومضة كان بسبب الذئاب التي تلاحقه..وهذا شعور تفرزه الدماغ للإستعداد لأخذ الحيطة والحذر..
وهنا من شدة الخوف والرعب قام الكاتب بانعكاس لتصرفات ذلك الخائف عن طريق ركوب الحمار معكوساً..وهذا يدل على شدة الخوف الذي أربك راكب الحمار ..
من هنا نستعرض مدى خطورة الخوف عندما يتملك الإنسان فوق ما هو طبيعي..مما يجعله يقع فريسة الخوف وتنقلب موازين الدماغ لتحيل تصرفاته وسلوكياته لاعوجاج وانحدار نحو أنياب الوقوع في الهاوية..
وهذا ما أريد البوح عنه من منظار سياسي وإجتماعي وعلى صعيد الأمة اليوم وانحصارها في ظل الصمت الذي هو حبل من الخوف يقطع بصاحبه لمصير خاسر...
وهذا الخوف الذي يسيطر على قادتنا وزعمائنا
خوفاً من كبار الغرب لسحب كراسيّهم ونفوذهم في بلادهم..بالرغم من أن هذا الخوف لو تصدوا له من خلال الوحدة العربية والإسلامية لما خافوا أية قوة ..لأنهم بتعاضدهم وتكاتفهم يقهروا أعتى قوة..المهم الجرأة في القول والتصرف والعمل..فالخوف ينبت الإنكسار ويكسر الإرادة ويميت الجرأة..
فالضعف في أمتنا نتيجته الخوف على المصالح والرغبات الذاتية..
وهناك خوف محمود من نتائجه حماية الآخر ..شرط عدم التنازل عن الحقوق والعدل والحق والكرامة والضمير والحرية...
والخوف هنا كما ذكره الكاتب إنما من الحيطة والحذر..لكي لا يلقي بنفسه للتهلكة..
بمعنى استخدام حالة القياس على نوعية الخدث وبعدها يتم تنفيذ الحذر..فلا نقف مكتوفي الأيدي أمام أنواع الغدر ..نستخدم حينها الحكمة والروية في الفرار نحو الأمان...وليس الفرار من وجه أعداء الله ..بل أحيانا التحدي والتصدي يكون أسلم للفرد وللأمة..
فلا نقف مكتوفي الأيدي أمام الذئاب الحيوانية والبشرية..بل نكون أذكياء في التصدي بمهارة التخطيط والبناء...
لذلك ظاهرة الخوف أحياناً تكون منجية للنفس وأحياناً تأخذ الفرد للهاوية بحسب وضعية الحدث وزمانه ومكانه وأبعاده...
يكمل الكاتب نتيجة الخوف بقوله:
( ركبَ حِمارَهُ مَعْكوساً..)
الحمار هو وسيلة وأداة لتحقيق مآربنا ..لا تفهم ولا تدرك معالم أفكارنا ومشاعرنا..تعمل وفق توجيه الفرد لها...فلو كانت تفهم وتدرك الحدث لما جعلت الراكب عليها معكوساً...
وهذا يدل على أن الإنسان بيديه وسائل كثيرة تخضع له ويتحكم بها..وللأسف اليوم أصبح قادتنا وولاة أمرنا كالدمية والآلة بين أيدي الغرب والطغاة الكفرة..من شدة خوفهم على مناصبهم ونفوذهم الذي كان من ضعفهم البغيض..
وهذا يأخذنا في الفكر نحو انعكاس مسار حياة الشعوب من خلال خوف قادتهم واتباع من هم أقوى منهم...ليتزعزع أركان الأمة وتنعكس مسارها نحو المجهول .. بقوله:
(سارَ به الحمار...إلى حيثُ كانَ خائفاً)
لتكون النتيجة من عدم الوعي للحدث أن يعود الحمار إلى حيث كان خائفاً...
وذلك بسبب عدم الوعي بالأحداث وعدم التخطيط بما يلائم الفكر وتحت ضغط الخوف..ليكون هو أيضاً أداة غير فاعلة لتوجيه الدابة التي يركب عليها...
هذا هو انعكاس الإضطراب وعدم الإتزان والوعي في وعاء الحدث الذي لم يعرف أصلاً حجمه لغياب الفكر في سربال الخوف...
من هنا ندرك أن كل عمل لم نوجّه الشراع للإبحار نحو مسيرة الحياة فإنه يضل عن معالم الطريق ويوقع نفسه ومن حوله في ورطات لا حد لها...وتنعكس السلوكيات لسلبيات تؤثر في استمرارية الحياة على أكمل وجه...
ليكون قراره منقوصاً في ركوب الدابة معكوساً ويميل للتورط بصاحبه نحو مسار مظلم معتم لا يرى أبعاده ولا معالمه...
....
الأستاذ الكبير الراقي الفاضل الشاعر المبدع الفذ
أ.غاندي يوسف سعد
لقد فتحت لنا نوافذ الخيال على أوسع مدى...لنحصد تأويلات عدة من خلال ق.ق.ج
وتمنحنا دلالات مختلفة تدل على عمق فكركم وما ترسمون من ألوان الحرف وبنائه المحكم...
وهذا يدل على براعتكم وحرفيتكم في عملية التراكيب البنائية التي جاءت موازية للقصة القصيرة جداً..
بوركتم وبورك قلمكم الفذ
ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
جهاد بدران
فلسطينية
رائعة في عبارتها و في عمق دلالاتها و رمزيتها
حين لا نحسن اخذ القرار .. ننتظر مآبا كالذي كان
كل التقدير
جعله خوفه يسلم قياده لحماره، فقاده إلى دماره
بئس القرار قراره..
ومضة رمزية تهكمية لاذعة
تحياتي.
القديرة الكبيرة الأستاذة المبدعة جهاد بدران سلمتِ وهذا المرور المورق وهذا الهطول السّاقي والتوقيع الراقي الغالي على قلب ووجدان العبد الفقير...
أمّة أنجبت وتنجب أمثالك هي أمّة ولود ودود حيّة لاتموت...
إنني في غاية الشكر والامتنان لمقامكِ العالي وفضاء حرفك السّامي...
دمتِ أبيّةً ماجدةً مِعطاء ودام حرفك سِراجاً عالياً يُسْتضاءُ بِنورِه الزّاهر...
مودّتي الدائمة وتقديري الكبير.