ستدخل يا عمرو جناتِ عدنٍ
وتسعد فيها بكلِّ النعمْ
سيرحمك الله من ذا الهوانِ
ويُبعدُ عنك الأذى والسقمْ
وليس لأنك ذو طاعةٍ
أوَ أنك بَرٌّ جميلٌ الشيمْ
وليس لأنك شهمٌ كريمٌ
فقد أبعدَ الله عنك الكرمْ
وليس لأنك عشتَ حميدًا
فإن حياتك مثلُ العدمْ
ولكن لأنك فَدمٌ حقيرٌ
تعيش حياتَك مثلَ البهمْ
ولما تجاوزتَ حدَّ الغباءِ
فقد رفع الله عنك القلمْ
عفيفٌ مصونٌ عن المكرمات
وتبرأ منك معالي الهمم
وإنك في الطير مثلُ الرخمْ
وإنك في الجسم مثل الورمْ
وتؤذي المصلين في كل فرض
فترفع صوتَك لا تحتشمْ
تلفَّتُ حتى وأنت تصلي
أتهزأ بالله وهو الحكمْ
وكم مرة قد سرقتَ حذائي
فعدتُ إلى البيت حافي القدمْ
وأغلقتَ موقفَ سيارتي
وشوهتَها عامدًا بالقلمْ
عضضتَ بناني بضرسٍ حديدٍ
ولا زلتُ أذكر ذاك الألمْ
وتبعثُ أبناءك الضائعين
ليرموا جوار فنائي الرممْ
تذيعُ المفاسدَ في كل نادٍ
وإن كان خيرًا يصبْك البكمْ
وتقسمُ بالله في كل قولٍ
لتخدع أهل التُّقى بالقسمْ
وتحلفُ أنك شخصٌ بريءٌ
لتدفع بالله عنك التهمْ
وقد ملَّك الناصحون لأنَّ
عن النصح في أذنيك صممْ
شكوتُك لله عز وجل
فنعم المهيمنُ والمنتقمْ