يا ويْحَ قلبي بهذا النبْض قد شرَدا*الثقب الأسود
...........................فسائل الروحَ عن عزْفٍ بها اتَّقَدا
إن شئتَ تسألُني عما يُناكِفُها
............................وعنْ نزيفٍ بها والنَّزْفُ ما نفدا
ما زالَ يسكنُ في الشريانِ هاتفُِها
.................................ويقتفي أثراً قد غابَ وابتعَدا
حتى قَضيْتُ سنيَّ العمرِ في سَفرٍ
........................تشقُّ درْبي عصا الترحال مُرْتعِدا
أخشى النُّضوبَ وفي العينين مُقلتُها
................................بالدَّمْع ِ مائِجَة لم أنْسَها أبَدا
لم تَخْبُّ رغمَ أفولُ الوَهْمِ غزّتُها
.............................النّورُ منها وَفيها ظلَّ منفردا
كلُّ النَّجومِ تهاوتْ في مِجرَّتِها
......................وَطالَها "الثُّقبُ" * إثْخاناً بمنْ فسَدا
حتى القوافلُ ما سارتْ رَكائبُها
.......................والرَّكبُ من دونِها ما قامَ أو قعَدا
في برْزَخِ الماءِ ضلَّ الطيْفُ عن مَطري
...................والغيمُ مُرْتحلاً أغْضى وَصارَ سُدى
لوْلا اليَقين بلُُقيا عشتُ أنطُرُها
.........................ما كنتُ للغيْم والإمْطارِ مُفتقِدا
وَلا حَلمْتُ وأحلامي مُعتَّقةٌ
........................كالروح تسكنُني شوْقاً ومُعْتقََدا
يا سائل الرّوحِ في ليْلاكَ أغنيَتي
.....................في البالِ صادحَةٌ أبغي بها رَشَدا
آليتُ أن أرتدي ما لستُ أخلعُهُ
...................وأمتطي مُهْرَ حرْفي أطلبُ المَدَدا
وأجعل النايَ يدْمي عينَ ثاكلةٍ
........................إذا الحنينُ غَشاها ذاكِراً وَلَدا
والعامُ يطوي بساطاً كانَ جمْرَ غضا
................يشوي القلوبَ كماءِ النارِ في برَدى
وأسألُ الله في قدْسي وفي وطني
......................عاماً يُغيثُ به الإخوانَ والبلدا