فماذا بعد تأمرني ؟
بقلم
آمال محمود كحيل
مساءُ الــورْدِ والرَّيْحــانِ
والجُــوريِّ ذِي الحُسْـــنِ
لِعَيْنيْ عَاشِـق في القلب
لــــم أرهُ ، وَلـــمْ يَــرَني
ولكِـني وَجَـــدْتُ الحُـــبَّ
فـي قلـبي ، يُفــــاجـئُني
بفيْـضِ الطهْرِ والإيمان
والإحسـاسِ يمْـلــــؤُني
مسـاءُ الشوْق يَا قمَــرًا
أسَـــامِرُهُ ، يُسَــامِرُنِي
بحُــلوِ الهَمْسِ يُغـرينِي
فأعْشَـــقهُ ، وَيَعشــقنِي
بكلِّ الفــرح والترْحَـابِ
يُتْحِـــفنِي ، وَيَغمُـــرُني
وَيســـقِيني عَبيــرًا مِنْ
هَــوَاهُ العَـذبِ يُسْكِرُنِي
مَسَـاءُ الحلمِ يَأسِـرُنِي
وَلِلأفــــرَاحِ ينقـــــلـنِي
لأجـــواءٍ بها لا ألتــقِي
ظِــــلاً مِـنَ الحَـــــــزَنِ
يُداعِـبُنِي ، يُهَــدْهِدُنِي
ويُطفئُ سَـوْرَة الشَّجَنِ
****
مَسَـاءُ الشعْرِ يا رَجُـــلاً
كَثيـرًا مـا ... يُحَيِّــرُني
عَـلى أوْرَاقِـــهِ البيْضَـاءِ
يَصْهَــرُنِي ، وَيَسْــكُبُنِي
قصِيــدًا أوْ حُرُوفـاً بَيْنَ
أسْــطــرهَا يُبَــعْــــثِرُني
مَسَاءُ الدِّفْء وَالتِّحْنـان
يــا طيـفـــــاً يُبـــادِرُني
بليْــــلِ البـــرْدِ مَلهُــوفاً
بمِعْـطـفِـــهِ ، يُـدَفــــئُنِي
يُـذِيبُ الثـــلجَ في قلـبي
وَمِنْ صَمْتِي يُحَـــرِّرُني
عَلى الأوْتــــار يَجْـعلنِي
أدَندِنُ في الهَوَى لحْني
مساءُ الخيْر بالأفـــرَاح
والبَرَكَـــاتِ ، يَذكُــرُني
فيَهْــمِي غيْثـــهُ سَــيْلاً
مِنَ الأحْــزَان يَغسِــلنِي
وَمِنْ خــوفي يُطهِّــرُني
ومِـنْ شَــعَثٍ يُلمْلِمُــنِي
مَسَــاءُ الحُبِّ وَالألـوَانِ
والأصْـــدَاءِ تَسْـــحَرُنِي
وَتَـذرُوني ، وَتجْـمَـعُني
وَتُشْــعِلنِي ، وَتُطـفِـئُني
مَسَـــاءٌ عطــره مِسْــكٌ
وَنبْضُ القلبِ يَدْعُــوني
لأنْ أهْــدِيَــكَ وُجْــدانِي
فمَــاذا بَعـــدُ تأمُـــرُني
؟؟؟