|
هــنـــا دكــةُ الأحــلام تــســتــلُّ عــاشـــقــا |
لينــــــــــــــثالَ وجداً بالتـــــــــــــــباريحِ ناطــــقَا |
يــخــبــئــُهـــا فـي كــلِّ عـــــرقٍ صــــبــــابــــةً |
ويمنـــــــــــــحها بين الأضــــــــــــــــالع خافقَا |
وتـــســــرقـــه الآمال نـــــبــضَ مـــشــاعــــرٍ |
تجسد وجدا في الشــــــــــــــــرايين عالقَا |
ويــــعـزفُ لـــحنَ الـــذِّكريــات بـــدمــعـــهِ |
فيصـبـــحُ فـيــه مـن أسـى الـرُّوح غـارقــَا |
يـــُقـــلـــِّب طـرفـــاً في الـــســـمــاءِ لـــعـــلـَّـه |
يـــرى نـجـمـه الـوهّـاجَ في الأفـــقِ بــارقــَا |
تــُـجرِّعه الآلامُ فـي الـــقـــلبِ غـُــصــَّـــةً |
فيمــسـي بـهـا في هجــعـةِ اللـيـل شارقـَا |
وكمْ حزَّ سـيــفُ البينِ من بعد وصـلهِ |
لــــــقــــاءً فــــأمــــســــــــى لــــلـــفـــراقِ مُعـــانقَا |
تـــدلـَّــتْ لـــه الأفراحُ حـــتــَّـى إذا غـــــدا |
ليقطفـَهـا أضـحـــى لــهــا الـفـقدُ ســارقـَـا |
إذا ما سجـى ليـلُ المحـــــبين هـــدأةً |
ينـــــاجي خيــــالاً حين يأتــــــــــــيه طـــارقَا |
يبيـــــــتُ من الذكـــــرى على نارِ وجدِه |
ويصـــــــبحُ في شــوقٍ من البـــــــينِ حارقَا |
إذا لامــــــــه ذو العذلِ فــــــي فرطِ حبِّه |
يصـــــــــدُّ ولا يثنيه مــــــــن ظـــــــلَّ حانــــِــقَا |
وما كذبَ الإحساسُ في قلبِ عاشقٍ |
إذا كـــــان دمــعُ العين ينــــــــــــهلُّ صادقَا |
إذا مـــــــرَّ يكـــــــــــويه الحنــــــــينُ بزفـــــــــرةٍ |
يُصعـــــِّــــــدُ أنفـــــاســــــــاً ويلبــــــثُ شاهــــقَا |
يخــادعُ قلــــــــــــباً بالســـُّـــــــــــلوِّ فيــــــــــــنثني |
وقد ســحَّ دمعُ العيــــنِ كالســَّــــيلِ دافقَا |
ويرمقُ لكـــنْ ليــــــــــــــس يلفي خلــــــــــيلَه |
وما نفــــعُه لو كــان بالعــــــــــينِ رامــــِـــــقا |
له أكؤسٌ في الوصلِ فاضــتْ صبابةً |
سوى أنَّ كــفَّ البـــين قــد صارَ دالقَا |
إذا بلبــــــــــــلُ اللقــــــــــــيا أتاه مُغــــــــــــــرِّداً |
يجـــــــــيءُ غـــــرابٌ بالتَّفـــــــــــــرُّق ناعــــــقَا |
ومن لم يذقْ طعمَ النَّوى في حياتهِ |
فكيـــــف يلـومُ الـــــــيومَ من باتَ ذائقَا |