لبيْدر القمحِ أحلامٌ من القِدَمِ
.................تنمو سنابلها كالطفل في الرَّحِمِ
حبْلى بها الأرضُ والايام "دايَتُها"
.............والماءُ يروي بذوراً في ذُرى الحلُم
لبذرَةِ القمح في الميلادِ زوبَعة
...................تصيرُ عينَ إعصارٍ من الهِممِ
تشتدُّ والعزمُ في سبْعٍ يُساندها
.....................وللعجافِ أضغاثٌ لذي هرَمِ
من أهلِ يوسفَ من ماتت مروءته
................فراحَ - وأسفا - في نوْبَةِ السَّقَمِ
بالصمتِ أمسى يلوك القاتَ في فمِه
.............."روبوته" تاهَ في منظومة الأممِ
فانهدَّ حينَ هَوى التيَّارُ منكفئاً
...................وانْكبَّ يهذرُ في دوَّامة العَدمِ
لا صوتَ في فمه والرعدُ من فمه
............ترتجُّ منهُ صروحُ "الرُّخِّ" والرَّخَمِ
فكيفَ ترجو من الضوضاء منفعةً
............وفي الصدى نغمةُ الإعياءِ والهرَمِ
هل ترْتجي من قميصٍ باتَ مُهترئاً
.............أن يَمنحَ النورَ للعُميانِ في الظُّلَمِ؟
أبدعتَ ...إن شهيد القمحِ سنبلة
................ما زالَ في دمها مليونُ معتصم
ما زالَ يوسُفنا يمتارُ إخوته
..............له الصُّواعُ وهمْ في وَهْدة الندم
كل عام وانتم بخير