[جلست على اريكتي أفكر في امر اثار حيرتي وسئلت نفسي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أدبني ربي فأحسن تأديبي )) ونحن نربي ابنائنا وأطفالنا ونعمل جاهدين لنصل بهم الى مستوى متزن من الصحة النفسية والتربوية والتعليمية وتذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ووريقة من كتيب كان في مكتبة ابي الزاخرة بالكتب الاسلامية النادرة بعنوان علم النفس القرآني حيث ذكر المولى جل وعلى كلمة النفس بعدة مواضع ولكن ما راعني هي النفس المطمئنة وهو الاتجاه الوسطي الذي يتخذه الفرد في حياته ضمن منظومة الاتجاهات والمعايير التي تسير عليها شخصيات الافراد ويتعلمونها من الاسرة والبيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه ويتعلمها بشكل أكيد من الوالدين وهذا ما أثار حيرتي فنحن كل يوم نسمع بوجود نظرية جديدة في التربية ومقترحات واجتهادات في تربية وتأديب الاطفال وتركنا هدي رسولنا في تربية الرجال قبل الاطفال فكنا خير امة اخرجت للناس نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر _ وما زلنا ان شاء الله _ فمتى نكون مطمئنين هانئين والجواب في هاتين (( نأمر بالمعروف ))وهو قمة القدرة على اتخاذ القرار الصائب الذي به خير للشخص والاسرة والمجتمع الذي يعيش فيه و (( ننهى عن المنكر )) فالمنكر هو استرخاص للنفس البشرية وذل لها بحيث تصبح رهينة للاهواء والشهوات والرغبات المكبوتة والنزاعات اللاشعورية الدائمة وسجينة الفكر الهدام ويبدأ هنا الصراع النفسي السلبي الذي لا يساعد في نمو الشخصية المتزنة وتتحول الشخصية من النفس المطمئنة الى النفس اللئيمة والتي هي هنا تلوم صاحبها على الخير فإن لم يحسن تأديبها بالرجوع الى هديه صلى الله عليه وسلم والى كتاب الله وصلت به الى النفس الامارة بالسوءوالتي هي قمة إضمحلال الشخصية وبداية الاضطرابات النفسية من خوف مرضي وقلق مزمن والشعور بالنشوة الكاذبة الهدامة ويعمل العقل على تزيين الشهوات ومن ثم الفراغ الروحي فنجد الناس سكارى وما هم بسكارى وبعيدين كل البعد عن السعادة والرضا ولكن ان عدنا الى سيرته صلى الله عليه وسلم لوجدنا انه كان راضيا مرضيا قانعا مقتنعا ضحوكا بشوشا رجل مع الرجال صبي مع الاطفال (( من كان لديه صبي فليتصابا)) معلما متعلما هانئا مهنئا زوجا وعاملا كريما قديرا معطائا قوي عافيا ولو رجعنا الى كتب الغربيين الاجانب لوجدنا ان اول شخصية تذكر دائما في اعظم الرجال على مر التاريخ هو محمد صلى الله عليه وسلم فحبذا لو كنا من اصحاب النفوس المطمئنة .align=center]بسم الله الرحمن الرحيموبه نستعين
عامر [/align]