|
خديني للشوادن يا رياحا |
لعلّ على تقاربها مراحا |
وألقيني على مرمى مليحٍ |
يضمّخُ أعلى الصدر والوشاحا |
إذا هبّتْ نسائمُ من فراتي |
تحيلُ أطايُبَ النسماتِ راحا |
وإنْ يسكنْ فؤاديَ حبُّ خَودٍ |
فذاك الحبُ لا يبغي انزياحا |
وللأشواق سحرٌ في صباها |
إذا اختارتْ نواظرُها ملاحا |
إذا كشَفتْ رضيةُ عن لماها |
كأنّ على مباسمها صباحا |
وإن طلعتْ علينا من مساءٍ |
تحيلُ الليل صبحًا مستباحا |
يصيحُ الديك فيه بدا صباحٌ |
يصفـّقُ من مسّرته جناحا |
وفي غزل الضوامر انتعاشٌ |
لقلب الصبّ يسعفن الجراحا |
سكن ّ الروحَ منه فعاد حيًّا |
ولما أنْ برحن الساحَ ناحا |
تمرّغ في التراب كطير ذبحٍ |
دمُ الأشواقِ من جنبيهِ ساحا |
أيقتلهُ الغرامُ على مشيبٍ |
وعطر ُالشيب في التشبيب فاحا |
ولم تحملْ جِمالاتي جَمالا ً |
تنوءُ بحملهِ الدنيا انفضاحا |
عفاف الحبّ صوتٌ مستباحٌ |
وذي الأيام ُ تذكرُ مستباحا |
وكم من شاعر ٍدمث ٍ جميل ٍ |
سقانا الحبّ شهدًا أو أقاحا |
ورثنا الحبّ عن آباء شعر ٍ |
جحاجحةٍ قفيناهم فصاحا |
إذا ما عيّ بالإخلاص قومٌ |
حملناهم وأخفضنا جناحا |
إذا الجيران لم تحفظ عهودًا |
فخلّ دياركَ البيد البطاحا |
ذوو نكثٍ عهدناهم سنينًا |
وأبدينا المودّةَ والسماحا |
شماليلاً رأونا في عـلانـا |
وهم حملوا الشناءة والقباحا |
قفوا أّنّ المحامدَ في احتضار ٍ |
لقد باتت فضيلتنا سلاحا |
إذا نزلَ العدوّ بدار قوم ٍ |
فلمّا أنْ أشاحوا الحربَ شاحا |
وأنّ الحربَ دون الحقّ زيغٌ |
وأن الزيغ لا يلقى نجاحا |
ومَن يرقبْ كذي السنوات يعلمْ |
بأنّ الشرك مرفوعٌ جناحا |
كأنّ العُربَ مخطوفون لولا |
كتابهمُ الذي نشرَ الصلاحا |
فُحولُ الكذبِ في بلدي أضلّوا |
ملايينًا من الغنمِ اجتياحا |
تزعّمهم مسيلمةٌ ولِيًّا |
كأنْ تبعوا نبيّتهم سجاحا |
تراهم في طغيانهم تمادوا |
يظنّون الحياة دمًا سِفاحا |
إذا طاشتْ سهام العرب عنهم |
خلال الليل لن ينجوا صباحا |