هي أعلى شأنا من أن أحاول مجاراتهامن دفتري القديم
وَقفتُ على صراط النفس أبكي
............................خواءً في سديم الروح مُرّا
وأنعى في مِجرَّتــــِـــها إبائي
.............................وأكتبُ نعيَهُ سطراً فسطرا
وأصرخُ والصراخُ صَدى ضياعٍ
...........................فيُغتال الصَّدى ويَموت بِكْرا
فأهرُبُ في تلافيف الحنايا
.........................لأشعلَ في مَحاق الصدر بدْرا
وأسلكُ في مَجاهلِها دُروبا
...........................إلى وطن الفؤاد الحرِّ صقرا
نظرتُ بداخلي فوجدتُ قفرا
........................ يَعجُّ دســـــائسا ويموجُ عهرا
يضمُّ حجارة تهجو القوافي
........................ وفتيـــاناً من الفردوس غُـــرّا
ونخلات يُطاولن الثريــّــا
.........................على جَسَد الفراتِ ذرفنَ تمرا
وأهراماً من الأحزان تطغى
.......................إلى عين السَّحاب تفيض قطرا
وطوفاناً من الأهْواء يعلو
........................ ليصبحَ غابةً بالوحش أحرى
وقطعاناً من الإبل انتثرنَ
.......................... يُعانقن الثرى حمداً وشكرا
على مَدد الطبيعةِ من هشيمٍ
......................وماءٍ من مَجاري القفْر يُجرى
رأيتُ هياكلاً تجثو وتحبو
.......................على قدَم الخُنوع تفيضُ بِشْرا
وَلجتُ إلى كهوف النفس بحثاً
...........................عن الضدّيْن فيها مُقشَعرّا
وكان الفجر "مزداناً" بشمسٍ
...........................لها لوْن الرَّمادِ تشعُّ مَكْرا
رأيتُ على يَمين القفر فأراً
............................. يُحرِّكُ ذيْله يُمنى ويُسرا
يجوبُ القفر مزهوّاً كليْث
........................... وينفخُ صدرَه تيها وفخرا
وكان الليْث يُقعى في سكون
........................... يغالبُ دمْعَه عجزا وقهرا
رأيتُ نعامةً تجري وتجري
......................... وفي اأعقابها الأنعامُ تترى
تنادي والعقاربُ في سرايا
..........................تمدُّ لسانها والخَلق أسرى
وقد مَدَّت لَها الاقدار حبْلا
.....................من الناس استخفَّ فَصار فِكْرا
تدعُّ أبا رغال فوقَ فيلٍ
....................... له جنْحُ الغراب يَفوح طهْرا
رأيتُ قصيدة لا حرْف فيها
.................وهل غير الحروف تصوغ شعرا؟
وكانت كاليتيمِ على فتات الــ
..........................لئام تبثُّ دمْعَ اليُتْم جمرا
رأيتُ بداخلي مَسخاً غريباً
.......................تفرَّغَ للصلاةِ.. يصومُ دهرا
ويرفعُ ساعداً كالرمح فيها
............................كتابُ الله يتلو منه ذِكرا
وتنبئُ عينُه عن مكرُمات
...........................تفيضُ يمينه كرَما وبِرّا
وسيماءُ التُّقى في الوجه تطفو
.............................ولكنَّ الإمانة منه تبرا
رأيتُ عناكباُ تجتاحُ قلبي
.......................وتبني بيتَها في القلب قسْرا
فأضحى كالخرائبِ لهْفَ نفسي
.........................لكلّ وَجيعةٍ قد صار جسْرا
وَعمَّ بداخلي ليل بهيم
.......................لأصبحَ في ظلام التيهِ صفرا
2005
فقط سأصفق مندسا بين الجماهير وسأقول لمن بجانبي هذا الشاعر صديقي