السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل أن تحوز هذه القصيدة رضاءكم
(من زاويةٍ أُخرى)
إنّ اليقيـنَ وراءَ كُـلِّ وراءِ
والثِّـقْــلَ فيما لا يراهُ الرائي
فـترى الدُّخَـانَ ولا ترى جمَرَاتِهِ
والجمرُ يُـطلقُهُ بكُـلِّ عَــراءِ
وترى البُـخارَ ولا ترى قَـطَـراتِهِ
والقَـطْـرُ أثقلُ من بُخارِ الـمَاءِ
وترى القصائدَ سائراتٍ في الورى
ودماؤها موصولةٌ بـدِمائي
من رَوْحِ أخيلةٍ وفَـوْحِ مَـحابرٍ
ثيّـبتُ كُـلَّ قصيدةٍ عـذراءِ
ولقد كرهتُ من الغباءِ جلاءَهُ
ومن ارتضى الأوصافَ بالأسماءِ
ولقد أشحتُ عن الجمالِ وصَبْـوَتي
فيما وراءَ عَـباءةِ الحسناءِ
أبصرتُـهنّ وقلتُ: كيف ومُـذْ متى
تتحجّـبُ الأنوارُ بالظلماءِ !!
ويحَ النِّــسا فرّقن بين قبائلٍ
وجَـمَعْـنَ بالأرحامِ والأثـداءِ !!
أعمارُهنّ وإنْ كبِـرْنَ صغيرةٌ
وعيونُـهنّ مَـحابرُ الشعراءِ
ليت الهوى يُـدني التي أحببتُها
ويُـعيدُ فِـيّ طفولتي وصَـبائي
ويُـعيدُ أيامًا خَــلوتُ بها وقد
طابت صباحاتي وطاب مسائي
ويُـعيدُ أيامًا مشيتُ بـقُربها
خُـيَـلاءَ حين مَشَتْ على استحياءِ
حتى إذا افترق الطريقُ بنا مَـضَتْ
ومضيتُ أرمي للسرابِ دِلائي
قد كنتُ آدمَها فكيف خطيئتي
في الـحُبِّ لـمّا لم تكُنْ حَـوّائي
صدّقتُ بالحبِّ الذي كفَـرَتْ به
كالطفلِ صدّقَ عصمةَ الآباءِ
ومظاهرُ الأشياءِ أكذبُ ما يُـرى
منها، وأصدقُـها وراءَ وراءِ
فلقد رأيتُ من الوجوهِ ملامحًا
تُخفي الـمُنى وفجائعَ الأنباءِ
ورأيتُ حين رأيتُ قصرًا شامخًا
بين الـطِّلاءِ تَـعرُّقَ البَـنّـاءِ
وزعمتُ أنّ الناسَ مَـحْضُ روايةٍ
وزعمتُ أنّ الدهرَ مَـحْضُ روائي
تحيتي
موسى احمد العلوني