|
الــحَــقُّ أَجْــدَرُ أَنْ يُــرَى لا الــذَّاتُ |
لَــكِــنَّ مَـــا يُــغْوِي الــوَرَى لَــذَّاتُ |
صَـــاغٍ إِلَــى الــنَّزَوَاتِ رَأْيُ جــنَانِهَا |
وَمُــــبَــرَّرٌ فِـــي عُــرْفِــهَا الــشَّــهَوَاتُ |
تَــغْــتَرُّ فِــي دُنْــيَا الــسَّرَابِ فَــيُفْتَرَى |
وَيُــطَــاعُ قَــبْــلَ اللهِ فِــيــهَا الـــلَّاتُ |
إِنَّـــا تَــضَارِيسُ الــنُّفُوسِ وَطَــقْسُهَا |
وَعَــلَــى حُـــدُودِ مِــزَاجِهَا الْــمِيقَاتُ |
مِــنْ بِــئْرِ مَــا تَــهْوَى تَصُبُّ وَتَسْتَقِي |
وَمِـــنِ اسْــتِــبَاحَةِ مَــا تَــقِي تَــقْتَاتُ |
يَــهْدِي إِلَــى الــدَّرْبِ الْــقَوِيمِ لِسَانُهَا |
وَتَــضِــلُّ عَــمَّــا يَــدَّعِــي الْــخَــطْوَاتُ |
فَــــعــلامُ تَــــدَّرِعُ الــتَّــبَسُّمَ دَمِــعَــةً |
وَتَــــؤُزُّكَ الــنَّــزَعَــاتُ وَالــنَّــزغَــاتُ |
يَـــا مَـــنْ تَــأَوَّلَــكَ الْــعِرَاكُ أُخُــوَّةً |
وَعَــنَــتْكَ فِـــي مُــدُنِ الْــهَلاكِ نَــجَاةُ |
حَــتَّــامَ يُــفْــتِي فِـــي الْــهِدَايَةِ فَــاسِقٌ |
وَيَــسُوسُ عِــرْضَ الْمُحَصَّنَاتِ زُنَاةُ |
وَإِلَامَ تَــسْــتَــقْذِي الــذُّبَــابَــةُ نَــحْــلَةً |
وَتَــضِجُّ مِــنْ صِــرْفِ الْــهَوَاءِ رِئَاتُ |
يَــكْفِيكَ بُــؤْسًا مِنْ زَمانِكَ أَنْ تَرَى |
أَجْــــلَــى الْــعُــيُــونِ تَــذُمُّــهُنَّ قَـــذَاةُ |
يَــكْــفِيكَ بُــؤْسًــا أَنْ يُــؤَمَّنَ فِــي دَمٍ |
ذَئِـــبٌ وَأَنْ تَــرْعَى الــلُّيُوثَ الــشَّاةُ |
يُــفْــتِي بِــتَــحْرِيمِ الــشَّــذَا فَـــمُ مُــنْتِنٍ |
وَيُــحِــلُّ لِــلْــقَوْمِ الْــحَشِيشَ الْــقَاتُ |
يَــا دَهْــرُ كَــمْ جَــرَّعْتَنَا مِــنْ غُــصَّةٍ |
تُــجْــتَــرُّ مِــــنْ عَــضَّــاتِهَا الأَنَّـــاتُ |
يَــا دَهْــرُ فِــيكَ الــشَّرُّ أَسْــفَرَ وَجْهُهُ |
وَاشْــتَــدَّ حَــتَّــى مَــاجَتِ الأَزَمَــاتُ |
فِــتَنُ الــرُّؤُوسِ عَلَى النُّفُوسِ شَدِيدَةٌ |
وَدُرُوبُــهَــا فِـــي الــدَّهْــرِ مُــشْتَبِهَاتُ |
الــفَضْلُ يَــقْضِي وَالــمُرُوءَةُ أَشْــرَفَتْ |
وَالــسُّــخْطُ دَهْــرٌ وَالــرِّضَا لَــحَظَاتُ |
وَالــصِدْقُ فَرَّ مِنَ الصُّدُورِ فَأَعْتَمَتْ |
وَغَــــدَتْ ضَــمِــيرَ الأُمَّـــةِ الآلَاتُ |
وَالــكُفْرُ بَــاتَ يُــعَدُّ فِــيكَ حَصَافَةً |
وَالــــــوُدُّ إِلَّا نَــــــزْرَهُ قَـــتَّـــاتُ |
مَــاذَا دَهَــى قِــيَمَ الرِّجَالِ أُولِي النُّهَى |
هَـــلْ قَـــدْ نَــعَوا مَــجْدًا وَثُــمَّةَ مَــاتُوا |
الحَالُ تُفْجِعُ لَا عَفَتْ كَفُّ الرَّدَى |
طِــفْــلًا وَلَا صَـــانَ الــبِــلَادَ أُبَـــاةُ |
الــمَــكْرُ صَـــفٌّ وَالــمَــكَائِدُ وَصْــفَــةٌ |
وَالــــغَــدْرُ كَــــفٌّ وَالــفُــجُورُ أَدَاةُ |
وَالــقَــاسِطُونَ إِلَـــى الــمَــصَالِحِ ثُــلَّــةٌ |
وَالــمُــقْــسِــطُونَ قَــــلائِــلٌ وَغُــــفَــاةُ |
وَالــقَوْمُ أَهْــلُ الــسُّوءِ فِــي البَلْوَى يَدٌ |
وَالــصِّيدُ مِــنْ أَهْــلِ الــنَّدَى أَشْتَاتُ |
لَا الــنِّــيلَ نِــيلٌ فِــي الــنَّقَاءِ فَــيُرْتَجَى |
مِــنْــه الــسَّقَاءُ وَلَا الْــفُرَاتَ فُــرَاتُ |
هَـــذَا أُضَــاعَ الــسَّدُّ نَــهْضَةَ مِــصْرِهِ |
وَعَــلَــى ضِــفَــافِ الْآخَـــرِ الــثَّارَاتُ |
وَالْــكَــعْبَةُ الْــغَــرَّاءُ دَنَّـــسَ قُــدْسَهَا |
غِــــرٌّ وَأَفْــــتَــى لِــلــطُّــغَاةِ دُعَــــاةُ |
وَالــشَّامُ مَــا احْــتَمَلَتْ تَغَوُّلَ جَرْوِهَا |
إلّا لِــــتَــرْفَــعَ أُسْــــدَهَــا الــــرَّايَــاتُ |
وَالْــجُرْحُ فِــي يَــمَنِ الــتَّوَجُعِ نَــازِفٌ |
يَــرْوِي الــصُّمُودَ فَــتَى قَــضَى وَفَــتَاةُ |
وَالْــقُدْسُ يــا لِــلْقُدْسِ كُــلُّ مُــتَاجِرٍ |
فَـــزَّ الْأَنَـــاةَ وَمَـــا اسْــتُــفِزَّ عُـــدَاةُ |
لَــوْ بُــحَّ لِــي صَوْتٌ سَتَحْرِصُ أَحْرُفِي |
أَلَّا تُــــــبَــــحَّ يَــــــرَاعَــــةٌ وَدَوَاةٌ |
وَإِذَا تَــهَــافَتَتِ الــنُّــفُوسُ فَــحِــكْمَتِي |
قَــبَــسُ الــرُّقِــيِّ لَــمِــنْ يَــعِــي وَقَــنَاةُ |
مَــا زِلْتُ أَحْسَبُ فِي الحُوَادِثِ أَنَّنِي |
أّهْـــدَى بِـــاَنَّ نَــدَى الــحَلِيمِ زَكَــاةُ |
وَبَـــأَنَّ حُــسْنَ الــظَّنِّ أَقْــرَبُ نِــيَّةً |
حَــتَّــى دَهَــتْــنِي بِـــالأَذَى الــنِّيَّاتُ |
كَــمْ عَــاقِلٍ فِــي الدَّهْرِ يَطْعَنُهُ الرَّدَى |
وَيَــخُــونُــهُ أَهْــــلٌ لَــــهُ وَثِــــقَــاتُ |
هُــوَ دَيْدَنٌ، لا حَدْسَ يَحْمِي العَارِفِينَ |
وَقَـــدْ خَــلَــتْ مِــنْ قَــبْلِنَا الــمَثُلاتُ |
تَــتَــشَابَهُ الــكَــلِمَاتُ فِـــي أَلْــفَــاظِهَا |
وَتَــبَــايَــنُ الأَسْــــبَــابُ وَالــغَــايَــاتُ |
وَتُــحَــلِّــقُ الأَقْــمَــارُ فِـــي أَفْــلاكِــهَا |
وَتَــــفَــاوَتُ الأَقْـــدَارُ وَالــقُــدُرَاتُ |
وَلِــــكُــلِّ ذِي أَرَبٍ رَوِيَّـــةُ عَــالِــمٍ |
أَنَّ الــحَــيَــاةَ تَــــجَــارُبٌ وَعِــظَــاتُ |
يَـــا مَـــنْ يُــحَــاوِلُ زَلَّـــةً لِــيَــسُوءَنَا |
أَقْـــصِـــرْ فَـــمَـــا لِــلــمُــتَّــقِي زَلاتُ |
يَــسْــعَى بِـــهِ نُـــورُ الــتُّــقَى مُــتَوَضِّئًا |
فَــكَــأَنَّــهُ لِــــمَــنِ اقْــتَــدَى مِــشْــكَاةُ |
مَــا ضَــاقَتِ الأَيَّــامُ بِــي مَــعْ أَهْلِهَا |
إِلَّا وَعِـــنْـــدِي قُــــدْرَةٌ وَثَــــبَــاتُ |
وَبِــأَنَّــنِي مَـــا مِــلْــتُ قَـــطُّ لِــرِيبَةٍ |
إِلا وَعِــــنْــدِي جَــــازِمًــا إِثْــــبَــاتُ |
وَالــحُــرُّ لا يُــصْــغِي لِــنَزْغَةِ مُــغْرِضٍ |
وَالــحُــكْمُ لا تَــقْــضِي بِــهِ الــشُّبُهَاتُ |
وَالــظَّنُّ سُــوءُ الــظَّنِّ مَحْضُ خَطِيْئَةٍ |
وَالــظُلْمُ فِــي شَــرْعِ الــهُدَى ظُلُمَاتُ |
يَــسْعَى الــوُشَاةُ إِلَــى الــرَّذِيلَةِ أَو بِــهَا |
مَـــنْ ذَا يُــصَدِّقُ مَــا يَــقُولُ وُشَــاةُ |
كَـــذِّبْ، فَــإِنْ قَــالَ الــبُغَاةُ بِــأَنَّهُمْ |
مَلَكُوا الدَّلِيلَ عَلَى الأَذَى قُلْ: هَاتُوا |
هَـــبْ أَنَّــهُمْ صَــدَقُوا فَــأَيُّ غَــنِيْمَةٍ |
تُــجْــنَى، وَفِــيــهَا تُــهْــتَكُ الــعَــوْرَاتُ |
هَـــلْ يَــشْــهَدُ الــحَــدَثَانِ إِلا أَنَّــهُــمْ |
فِـــــي الــعَــالَــمِينَ أَرَاذِلٌ وَجُــــنَــاةُ |
وَبِــأَنَّــهُمْ جُــنْــدُ الــغِــوَايَةِ وَالــهَــوَى |
أَحْــيَاءُ لَــكِنْ فِــي الــوَرَى أَمْــوَاتُ |
دَعْ مَــا يُــرِيبُكَ وَاتَّبِعْ سُبُلَ الهُدَى |
هُــــوَ لِــلــنُّفُوسِ الــحَــائِرَاتِ نَــجَــاةُ |
فِــي سُــورَةِ الــحُجُرَاتِ مَــنْهَجُ مُــؤْمِنٍ |
فَــاخْضَعْ لِــمَا جَــاءَتْ بِــهِ الآيَــاتُ |
وَاللهُ حَــسْبُكَ، لَا تُــرَعْ مِــنْ حَوْبَةٍ |
فَــالــقَيْدُ فِــي هَــرَجِ الــرُّؤَى إِفْــلَاتُ |
زَادُ الــسِّــبَاعِ مِـــنَ الــفَرَائسُ لَــحْمُهَا |
أَمَّـــا الــضِّــبَاعِ فَــأَعْــظُمٌ وَفُــتَــاتُ |
كَـــمْ مِـــنْ ثِــمَارٍ قَــدْ تَــرُوقُكَ إِنَّــمَا |
مِـــــنْ لُــبِّــهَــا تَــتَــعَــفَّنُ الــثَّــمَــرَاتُ |
قَــسَــمًا بِــمَــنْ يَــعْفُو إِذَا تُــبْنَا وَمَــنْ |
يُــحْــيِي رَمِــيــمَ الــعَظْمِ وَهْــوُ رُفَــاتُ |
لَـــنْ تَــسْــتَقِرِّ لَــنَــا ذُرَى الــدُنْيَا إِذَا |
نَـــامَ الــرِّجَــالُ وَقَــامَــتِ الــنَّكِرَاتُ |
أَوْ يُــرْتَجَى الــغُفْرَانَ فِي الأُخْرَى وَقَدْ |
عَــفَتِ الــحُقُوقُ وَبَــانَتِ الــحُرُمَاتُ |
إِنْ ضَــيَّــعَ الإِسْـــلامَ أُمَّـــةُ أَحْــمَــدٍ |
فَــغَدًا تَــجِيْشُ بِــصَدْرِهَا الــحَسَرَاتُ |
وَإِذَا أَقَــــامُــوا فِــــي مَــذَلَّــتِهِمْ فَــمَــا |
بَــقِــيَتْ لَــدَيْهِمْ فِــي الــوُجُودِ حَــيَاةُ |