الإلحاد والتفكك العقائدي والفكري
الحلقة الثانية
الوحدانية والعدل الإلهي
العدل الإلهي القائم على الحق والمؤكد نفاذه بعد إقامة التبليغ الرسالي والحجج والبينات والاوامر والنواهي والتحذير والتنذير والتبشير وتبيين الاحكام والتشريعات ولا يؤخذ في عدل الله سبحانه البريء بجريرة غيره مهما كانت علاقته وانتمائه له وكلام الله خير دليل ..
(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِها لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَوةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ )
وهذا الحكم غير المتناقض والعدل غير المتقلب ولا المفرق بغير حق والحقيقة كون المشرع هو الحاكم وهو الشاهد في نوع المعصية والجريرة والذنب لهو دليل يقين على الوحدانية الإلهية وكذلك هو دليل على ان المشرع واحد فالعدل دل على الوحدانية والوحدانية دلت على العدل كون العدل والوحدانية الإلهية هما من مصدر واحد لا شريك له ولا تعدد مصادر ولهذا توافقت وتطابقت التشريعات والأحكام والوحدانية فلو كانت التشريعات والاحكام دون المناسب للوحدانية و ااحاكمية الإلهية لكان هناك خلل لا يليق وعندها يكون الشك وارد لما للقصور من أثر وعندها لاختلفت التشريعات والاحكام . ولو كان كما يدعي الملحدون لا وجود لله والعياذ به فمن أصدر هذه التشريعات والاحكام هل أوجدتها وشرعتها الطبيعة وبأسم من؟! ما دام بين التشريع الإلهي وبين الاحكام والقوانين الوضعية فرق عدلي وإنساني لا يقاس ابدا فهل جاءت به الطبيعة أو نظمته بهذه الدقة والكم والتنظيم الصدفة فهل يعقل يامن تدعون ارتكازكم على العقل بل أن حقيقتكم في الإلحاد هي نفسية إغوائية لا عقلية فهل العقل حقيقة يقر ويذعن للصدفة ؟! وهل الطبيعة او الصدفة قد جاءت بكل هذا التشريع الدقيق الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ولكل شيء له تشريعه وحكمه .ولكن كما قال كلام الله تعالى ..
( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ... )
والتدبر المراد بالآية المباركة هو لكل ما جاء به كتاب الله المجيد من توحيد وعدل وتشريع واحكام وعبادات وأوامر ونواهي وتخفيف عن الناس في عدل الله وتشريعه ضمن حاكمية وحكمة الله اللطيف بهم وبدلالة النص المبارك ..
( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ)
فنقول للملحدين والعلمانين أللادينين هل قوانين انظمتكم الوضعية فيها مثل هذه القاعدة القرآنية الإنسانية المرنة
( لا تكلف نفس إلا وسعها ) ؟ أم قوانينكم الجامدة التي لا ترعى سعة النفس بل حكم موضوع جامد بمواده لا يرقى للكمال ولا عذر فيه مع وجود التأثيرات والمحاباة.
ولنا في الحلقة القدمة نقاش هذا الموضوع
يتبع بحلقات جديدة