أنصحك بشِعار "وَرَاكْ وَرَاكْ"..
منذ أن وضعتُ شعار "وَرَاكْ وَرَاكْ" قبل شهور بدأتُ أحصد قراءة عدد من الكتب لا بأس به في فترات وجيزة..
الخطة هي أن تتوكّل على الله أولا ثمّ تخاطب الكتاب الذي بين يديْك بعبارة "وَرَاكْ وَرَاكْ" وبصوت مرتفع.. نعم.. بصوت مرتفع..
لا تخف !.. لا أحد سيتّهمك بالجنون لأنك ستفعل ذلك على معزل من النّاس.. إنها فرصة أيضا ليأخذ الكتاب كلامك بمحمل الجدّ..
بعد هذا التهديد العلني عليك مباشرة أن تبدأ القراءة قدر استطاعتك، مع نوع من المزاجية، بمعنى أنه في إمكانك التّوقف بعد صفحة واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أكثر.. لا يهمّ.. المهمّ أنّك انطلقتَ ووضعت الفكرة في الفعل ولن تدع هذا الكتاب وشأنه أبدا حتى النقطة الأخيرة طال الأمر أو قصُر..
في كل فراق أو ملل أو ضجر أو استثقال لا تترك الكتاب قبل أن تعيد العبارة السحرية ""وَرَاكْ وَرَاكْ"، على أن تعود إليه في أقرب فرصة.. مثلا ما بين طلّيْن على الفيسبوك.. وأنت تنتظر أحدا في السيارة.. في البنك.. في انتظار دورك في البلدية.. في انتظار دورك عند طبيب الأسنان.. في انتظار قدوم صديق في المقهى.. إلخ..
هنا يجب أن يكون الكتاب في مستوى بطاقة التعريف ومفاتيح المنزل والهاتف المحمول.. لا يُترك في المنزل أبدا عند الخروج..
ورغم مخاطبتك "الفجّة" له عليك أن تحافظ على نظافته وتحسن استعماله ولا تُشعره بالإهانة أبدا.. حينها قد لا يعتبر تهديدك إهانة..
ستتفاجأ أنك تقرأ كتابا تلو الآخر دون أن تشعر.. كلّ هذا بفضل شعار "وَرَاكْ وَرَاكْ"، ومع الوقت ستُفتح شهيّتك للقراءة شيئا فشيئا وستلاحظ أنك تكمل كتابين وأكثر خلال شهر.. وستتوسّع آفاقك ومعرفتك، وستشعر بأنك مختلف، وسينعكس ذلك على نفسيّتك وبالتالي عل صحّتك..
يعني كلّه خير في خير في خير..
ومن يدري ربما سيصل بك الأمر ليقول لك الكتاب نفسه: "وَرَاكْ وَرَاكْ"..