وأهمُّ مِن وَصْلِ الحَبيبِ وَفاؤُهُ
كالوَعْدِ أجملُ ما بِه إيفاؤُهُ
وأهمُّ ما في النبْعِ ليسَ وُجودُه
لكنْ عُذوبَةُ مائِه وصَفاؤُهُ
إنَّ الحَبيبَ إذا تَعذَّرَ صِدقُهُ
فأهَمُّ من إبقائِه إعْفاؤُهُ
مَنْ كانَ كابوساً مَوائدُ نَومِهِ
فألدُّ مِن أعدائِهِ إغفاؤُهُ
أو كانَ مَصدرُ ضوئِه مُستجلِباً
للضرِّ فالأَولى به إطفاؤُهُ
والقِدْرُ إن فاحت روائحُهُ قّذىً
فلفضْلِه يُزجَى الثّناءُ غِطاؤُهُ
والغيثُ إن زادَ الوحولَ وُحولَةً
لا مجْدَ يَجني أو ثَناءَ عَطاؤُهُ
كنْ كالرياح إذا أثيرَتْ ثائرًا
فالطيبُ داءٌ ليسَ منهُ دَواؤُهُ
والوردُ تَقْتُلُهُ لطافةُ لَمْسِهِ
والطيبُ في الحَمَلِ الوَديعِ بَلاؤُهُ
لو كنتَ تسخو كنْ سخيّاً بالذي
يُجديكَ لا مثلَ المُميت سَخاؤُهُ
والطيبُ لا يجدي وأنتَ مطَوَّقٌ
بالذلِّ لا سِيَما وفيهِ بقاؤُهُ
ثرْ كالضياءِ على الظلامِ مناضلاً
فالعزُّ يُجنى، يستحيلُ شِراؤُهُ