نعم لا تلعنوا كورونا فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها إلى إنسانيتها، إلى آدميتها، إلى خالقها، إلى أخلاقها،
يكفيه أنه أغلق جميع البارات والملاهي والكابريهات، ونوادي المجون والرقص، والشذوذ والقمار ودور الدعارة والبغاء وبلاجات العري حول العالم، بل وخفض نسبة الفوائد الربوية أيضاً..
يكفيه أنه جمع العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق ..
يكفيه أنه أوقف القبل والتقبيل بين الجنسين والجنس الواحد ..
يكفيه أنه دفع منظمة الصحة العالمية إلى الاعتراف بأن تناول الخمور كارثة، وعلى من لم يعاقرها يوماً أن لايفعل ذلك أبداً..
يكفيه أنه دفع جميع المؤسسات الصحية الكبرى إلى الإقرار بأن تناول كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير، علاوة على شرب الدم وبيع وأكل والاتجار بالحيوانات المريضة والميتة مصيبة المصائب الصحية، وبلاء على كل من يفعل ذلك ..
يكفيه أنه علَّم البشرية كيف تعطس، كيف تسعل، كيف تتثاءب كما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1441 عاماً ..
يكفيه أنه حول ثلث الإنفاق العسكري حول العالم إلى المجالات الصحية بدلاً من العسكرية ..
يكفيه أنه دفع وزارات ومديريات الصحة العربية إلى حظر تدخين النارجيلة وإغلاق مقاهيها،
يكفيه أنه حد من الاختلاط المذموم بين الجنسين،،،
يكفيه أنه أذاق وزراء ورؤساء دول بعضها كبرى وعرفها معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية..
يكفيه أنه دفع الناس إلى الدعاء والتضرع والاستغفار وترك المعاصي والمنكرات ..
يكفيه أنه أذل المتجبرين، وأظهرهم بمظهر المتسول الوضيع.
يكفيه أنه قلل إلى أدنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت أجواء الأرض، قتلت غاباتها، لوثت بحارها ومحيطاتها ،أذابت جليد قطبيها ،غيرت مناخها، وسعت ثقب الأوزون في سمائها، وأماتت الأحياء حول الكرة الأرضية وأصابتها بمقتل ..
يكفيه أنه أعاد البشرية إلى عبادته، بدلاً من عبادة التكنولوجيا، التي صارت لمعظم البشرية رباً من دون رب الأرباب ..
يكفيه أنه أرغم كبار المسؤولين في دولهم على إعادة النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين، وأهمية تعفيرها وتعقيمها، وربما إطلاق سراح السجناء منها بضمانات. أيضاً..
يكفيه أنه دفع قيادات كبرى في بلدانها على تقليل اجتماعاتها ومؤتمراتها وتجمعاتها وأكاذيبها ..
يكفيه أنه حد من مظاهر الشرك بالله وبدع الاستعانة بخلقه، وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه، وصار الكل يجأر بالدعاء إليه متذللاً له وحده، من دون شريك بين يديه.
إن ما تعيشه البشرية حالياً، يشبه أجواء الحرب العالمية الأولى وانتشار الانفلونزا الإسبانية حين طغى الإنسان وتجبر، وظن نفسه أنه قد خرق الأرض وبلغ الجبال طولا، فكان لزاماً أن يؤَدب وبحضرة خالق الكون أن يتأدب ..اليوم فقط أدركت - عملياً - كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده أن يكون خيراً للبشرية لا شراً لها ..فلا تلعنوا كورونا لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقاً. ❗‼️
منقول.