الأزرقــان......
وجهًا لوجهٍ..
منذُ بدء الخليقةِ..
إلى أن تأتي ساعة الحقيقة..
كأنّهما عاشقانِ..
يتأمّل كلّ منهما وجه الآخر دون كللٍ أو مللٍ ..
منذُ الأزل وإلى الأبد..
تَلَوَّنّ كل منهما بلونِ حبيبه السّاحر..
لونٌ واحدٌ..
أزرق باهر..
...
يبدو في الأفق كأنهما يتعانقان..
يندمجان..
لكنّهما في عالم الحقيقة لا يلتقيان..
أذلك حُبُّ عُذريٌّ جميل..
أم عشقٌ مستحيل..
...
تبكي السّماء وتسكبُ العبرات..
فيجمعها البحر من كل الجهات..
ويحتضنها..
...
كم ألْهَمَا من الشّعراء..
وأنطقا من الفصحاء..
وألهبا عواطف المحبّين..
كم اِسْتَمَعا إلى الأنين والحنين ..
...
لهما في الحياة أحوالٌ..
ومشاهدٌ و فصولٌ..
تثير الذّهولَ..
فمرّة صفاء ..
ومرّة بكاء ..
تصفو السّماء فيسكنُ البحر معها ويهدأ..
و بما فيه يجود..
وتَـكْـفَهِرُّ..
فيغضبُ معها..
وينقلبُ من عاشقٍ ودود..
إلى كائنٍ مُخيفٍ مَهُول..
متلاطم الأمواجِ..
لا تصدُّ غضبه سدود ..
...
فلا عجبَ إن تعلّقت بهما أرواح المُحبّين..
وقلوب العاشقين..
ترنو إلى أزرق الأرض..
لتبثّ إليه أحزانها..
وترنو إلى أزرق السّماء..
لتُحمّله أشواقها..
تسبحُ مع غيومه..
وتسهرُ تحت نجومه..
مترنّمةً:
من أزرقٍ لأزرقٍ نَحومْ..
في البحرِ ندفنُ الهُمومْ..
ونرتقِي..
نحوَ السماءِ نعتلِي الغُيومْ..
هُنَالِكَ القُلوبُ تَلتقِي..
تُضِلُّهَا النُّجومْ..
فأزرقٌ أمينُ سِرِّنَا..
وهْوَ لهَا كَـ بِيرْ ..
وأزرقٌ يُظِلُّنَا ..
ووصلةٌ للعاشقينْ..
نَبُثُّهُ الحنينْ ..
فَيُوصِلُ النِّدا..
وينشُرُ الصدى ..
من الحبيب..
للحبيبْ..
../