عشتار لم تنجبْ مَن الـمملوكِ
فاسألْ كاتِب التاريخ عن مُلك الرَّشيدْ
عن غيْمةٍ ضاقتْ ولم تمطرْ، فغيم الدَّهر يُغضِبُهُ العبيدْ
عن بغلةٍ عثَرت فحَلَّ عقابُها
لمَ لمْ ترَ العينان قارعةً الطريق ولم ترَ التَّجديدَ
في الدرْب "المُعبَّدِ" من بعيدْ
عشتارُ يا امرأةً تراودُها الوساوسُ والرُّؤى
فتراودُ المملوكَ عن قمَرٍ يُقاسِمُها الليالي الحُمْرِ في
ثوبٍ جديد
عشتارُ في بغداد – أو صنعاءَ- تعطي صوتَها
للريحِ قهقهةً لتسمعَ في دمشقَ رعودها
والقدسُ تحلمُ بانتصار "ابن الوليد"
لم تألُ قاهرةُ الزَّمانِ جهدا أن ترى
مملوكُها الـ ما زالَ في طرَبٍ ..
يَدقُّ الدفَّ وهيَ تعانقُ الأضغاثَ..
تثملها الأنوثةُ.. لمْ تكن حبلى، فكيفَ..
ستنجبُ الأنثى من الخصيان.. كيف؟
حلمٌ يُراودُها سواء قدَّت الأثوابَ من دبُرٍ بسيْفْ
أو جاءَها حُلُم المَخاض بغفوْةٍ مِنْ صيفْ!
ما كانَ للمملوكِ أن يَطأ الحِمى
لوْلا الغواية واكتِمال الحيْفْ
ما ضرَّها؟
وهي الخصوبةُ والخصيبةُ والحبيبةُ ..والعَقيمُ..
وَكلُّ حالمةٍ تجدِّلُ شعرَها
عند الضِّفافِ ولم تزلْ
ترنو لفارسها الذي لم تذكر الأسفارُ يوماً أنه
يأتي من الأزلْ
مُذْ كان مملوكاً إلى هذا الوَجلْ
أوَ لم تكن تدري بأنسابِ البشرْ؟
وهي التي ركعَ المُلوكُ لها وهشَّ لها الشَّجرْ؟!
ما آنَ للمملوكِ أن يَطأ الثريّا كالملوكِ ويعلفُ الطاووسَ
في قصر بلا حُرّاسْ؟
كي يجعلَ الأضواءَ مملكةً ويفتحَ بابَه للناس؟