حالَ الحجرُ الصحي بينه وبين عائلته نحوَ شهرين، وظلَّ ينتظرهم وحيدًا حتى أذِن الله باجتماعهم هذه الأيام:
----------------------------------------
عيدي وعيدُ الفطرِ يجتمعانِ
مُستبشرًا بتآلفِ الخلانِ
فالناسُ في عيدٍ يؤلِّفُ بينَهم
وأنا أعيشُ اليومَ عيدي الثاني
وقضيتُ أيامًا أناجي وَحدتي
أهذي بكم في السرِّ والإعلانِ
مُتبرمًا من بُعدكم وأضرَّ بي
ألمُ الفراقِ وغُصةُ الهجرانِ
وشكتْ من البينِ العيونُ وساءها
أن لا تَرى خِلِّي وليسَ يَراني
بُعدُ الحبيبِ يذيبُ قلبي لوعةً
ويفتُّه فألوذُ بالكتمانِ
يُطفي لهيبَ الشوقِ دمعٌ فائضٌ
ما لي بإخفاءِ الدموعِ يدانِ
ما لذَّ طعمُ العيشِ بعدَ فراقِكم
أشقى به في غُربتي وأُعاني
للهِ كم أخفيتُ عنكم لَوعتي
متضاحكٌ في غَمرة الأحزانِ
إني أرى أطيافَكم تمشي معي
وأكاد أطوي الطيفَ بالأحضانِ
إني لأسمعُ في المنام نداءَكم
وأُجيبُ بالأشواقِ مَن ناداني
عدتُم فعادتْ فرحتي ومسرَّتي
فقدومُكم أُنشودةٌ وأغاني
أنتم حياةُ القلبِ منذُ أقمتمو
في جوفِهِ وسكنتمو شرياني
فالقلبُ يَخفقُ عندَ ذِكر أحبتي
والطيرُ يعزفُ أجملَ الألحانِ
بدتْ الحياةُ كلوحةٍ من زُخرفٍ
صاغتْ مفاتَنها يدُ الفنانِ
يا ربِّ فاجبر قلبَ كلِّ مفارقٍ
وارحمه يا ذا الفضل والإحسانِ
يا ربِّ واجمع شملَه بحبيبهِ
فعلى صفاء الود يلتقيانِ